الحراك الإخباري - من بومدين الى تبون..لا شرقية و لا غربية بل جزائرية
إعلان
إعلان

من بومدين الى تبون..لا شرقية و لا غربية بل جزائرية

منذ 6 أيام|رأي من الحراك


تبون في نيورك و قبلها في بيكين و قبل بكين في موسكو و الدوحة و روما و لشبونة، محطات او زيارات تؤكد شيئًا واحدا هو ان فلسفة عدم الانحياز من الزعيم هواري بومدين الى الرئيس عبد المجيد تبون قناعة راسخة لا تحيد عنها القيادات الثورية الجزائرية مهما تغيرت الظروف. 


في زمن الزعيم هواري بومدين (1965-1979) كانت فكرة عدم الانحياز بالنسبة لبلد مثل الجزائر حديث عهد بالاستقلال هي ان تفرض منطق جديد غير منطق دول الشمال السائد انذاك، منطق الغطرسة و محاولات فرض استعمار جديد على المستعمرات الافريقية التي نالت استقلالات صورية او ناقصة، في زمن بومدين اصبح يطلق على الجزائر "مكة الثوار" بعد ان اصبح يحج اليها من كل حدب و صوب كل ثوار العالم من افريقيا الى امريكا الجنوبية لان الجزائر كانت تجسد معنى الثورة حقيقة. 


و في عهد الرئيس عبدالمجيد تبون تحاول الجزائر ان تبعث منطق عدم الانحياز من جديد في زمن دقيق جدا و صعب جدا يشهد تراجع قوة الغرب و تصاعد قوة الصين، تراجع الاحادية و تصاعد اقطاب جديدة و ما تحمله من قواعد جديدة في مجال العلاقات الدولية، في زمن لا العالم الجديد اتضحت معالمه و لا العالم القديم مات و لم يعد له أثر، في هذا الوقت بالذات نجح الى حد كبير الرئيس عبد المجيد تبون في فرض وجهة نظر الجزائر بعدم الانحياز و الذوبان في معسكر ما و الاحتفاظ بهامش كبير من استقلالية قرارها السياسي و الاقتصادي و بناء علاقاتها على المصلحة العليا للوطن و فقط. 


لا شرقية و لا غربية بل جزائرية، هذه في واقع الامر نقطة التقاء و تقاطع كل من الزعيم هواري بومدين و الرئيس عبد المجيد تبون الذي يؤكد في كل خطاباته و مواقفه انه يسير خلف هواري بومدين من اجل اتمام المسيرة في تأكيد استقلال الجزائر بسيادة كاملة غير منقوصة من اجل بناء دولة وطنية يحترمها العدو قبل الصديق. 


أحمد العلوي

تاريخ Sep 18, 2023