مشروع استراتيجي لانشاء اول مركز متخصص في علم اللقاحات الموجهة للأوبئة "المستقبلية"
*** البروفيسور صنهاجي : تطوير عينات لقاحات "استباقيا" من مهام المركز ...و سيتم اللجوء إليها في حال تسجيل تهديدات صحية
*** صنهاجي: إنتاج اللقاحات سيكون في الوقت المناسب من طرف قطاع الصناعة الصيدلانية..و فيروس "ايبولا" هو الأكثر ترجيحا عبر العالم
تحدث رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، البروفيسور كمال صنهاجي، في الحوار الذي خص به جريدة الحراك الاخباري، عن مهام هذه الهيئة ودورها في مواجهة مختلف المخاطر التي تهدد صحة المواطن، حيث كشف عن مشروع استراتيجي تحت إشراف الوكالة الوطنية للأمن الصحي، برئاسة الجمهورية، يتمثل في إنشاء مركز متخصص في علم اللقاحات centre de vaccinologie بهدف تحضير اللقاحات الموجهة للأوبئة المستقبلية المحتملة، و كذا، إجراء أبحاث حول هذه الأوبئة، وتطوير عينات لقاحات "استباقيا" يتم اللجوء إليها في حال تسجيل تهديدات صحية، وذلك من أجل تفادي مشكلة اقتناء اللقاحات التي عاشتها البلاد، في أزمة كوفيد 19 ، ويندرج هذا المشروع في إطار تجسيد الاستراتيجية الوطنية للأمن الصحي 20252030.
اجرت الحوار :خيرة بن مداني
_جريدة الحراك الاخباري: ما هو الدور الذي اسند لكم منذ تعيينكم على رأس الوكالة الوطنية للأمن الصحي ؟
__البروفيسور صنهاجي : منذ أن منحني رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ثقته، بتنصيبي على رأس الوكالة في جوان 2020، تم تكليفنا بمهام هامة، من خلال الصلاحيات ، التي أسندت للوكالة، ولطاقمها المكون من خبراء متعددي التخصصات، و تعتبر الوكالة، مؤسسة للرصد والتشاور واليقظة الاستراتيجية، والتوجيه ، والإنذار ، في مجال الأمن الصحي.
وقد كلفت، بالتشاور مع القطاعات المعنية، بإعداد الاستراتيجية الوطنية للأمن الصحي، والسهر على تنفيذها، وكذا تنسيق البرامج الوطنية للوقاية من التهديدات وأخطار الأزمات الصحية ومكافحتها، كما تتولى الوكالة، مهمة " المستشار العلمي لرئيس الجمهورية "، في مجال الأمن الصحي وإصلاح المنظومة الوطنية للصحة العمومية وفقا للمعايير
العالمية.
_و هل هناك تداخل بين صلاحيات الوكالة و مختلف القطاعات في مجال الأمن الصحي ؟
__ البروفيسور صنهاجي : مصطلح الأمن الصحي يجمع كل السياسات التي تهدف إلى الحد من المخاطر المتعلقة بصحة المواطن، وجميع القضايا المحيطة، والاجتماعية المؤثرة ، عليها بالمعنى الواسع، فنجاعة الخدمات الصحية هي المؤشر الرئيسي، لمتابعة وتقييم عمل المنظومة الصحية ، والعدالة الاجتماعية، ونوعية الحياة، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بالتنسيق بين مختلف القطاعات المعنية، بشكل مباشر أو غير مباشر، على غرار الصحة والبيئة والصناعة والتجارة.
_ و ما هي مجالات هذا التعاون ؟
__البروفيسور صنهاجي : يهدف التنسيق بين مختلف القطاعات المؤثرة على الأمن الصحي ، إلى إنشاء نظام للمراقبة الصحية، ووضع وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للأمن الصحي التي سبق ذكرها والخاصة بالفترة 2030-2025، حيث تهدف إلى تكييف النظام الصحي، مع المتطلبات الوطنية والمعايير الدولية.
وهذه الإستراتيجية، هي حاليا في طور الإعداد، من طرف لجنة وطنية دائمة متعددة القطاعات، نصبت على مستوى الوكالة الوطنية، تتكون من 26 عضوا وخبيرا في المجال، بإشراك كل القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية، حيث سيتم تبادل البيانات و المعطيات الخاصة بالأمن الصحي، على أن يتولى خبراء الوكالة متعددي الاختصاصات، من أطباء أخصائيين ، و صيادلة و بيولوجيين، وأساتذة رياضيات ونمذجة وإحصائيات ، وأيضا من علوم البيئة والعمل، دراسة هذه المعطيات، بمنهجية علمية وتحليلها من أجل الوصول إلى مؤشرات صحية ، كانت مجهولة من قبل، وإدراجها في سجل وطني يتعلق أساسا بثلاثة مجالات بحث وهي صحة البشر والحيوانات"، و
"البيئة" و "التغذية".
_ و ما هو دور هذا السجل في مواجهة مختلف الكوارث أو الأخطار الناجمة عن المجالات الثلاثة ؟
__البروفيسور صنهاجي : نسعى إلى وضع سياسات وبرامج رائدة ضمن إطار جهود استباقية، تهدف إلى الحفاظ على البيئة وتعزيز الصحة العمومية، وتعميق الدراسات في مجال الصحة البيئية، وتأثيرات التغيرات المناخية عليها، بمنهجية علمية بحثة، حيث سيتم استغلال البيانات و الإشارات" المبكرة" الضعيفة، والربط بينها، للاستشراف، بمخطط استباقي، لمواجهة مختلف الأخطار الصحية كالأوبئة أو الكوارث.
_ و كيف يتم ذلك ؟
__ البروفيسور صنهاجي : باستخدام التكنولوجيات الحديثة، كالذكاء الاصطناعي، والطرق المنهجية العلمية والرياضيات، واستغلال الإشارات الضعيفة، و تجهيرها اصطناعيا ، وتضخيمها في خطوة استباقية تسمح بالتدخل الفوري، والفعال، واتخاذ التدابير اللازمة في حال حصول أي خطر أو كارثة.
_ و كيف سيكون التدخل ؟
__البروفيسور صنهاجي : للوكالة الوطنية للأمن الصحي، صلاحية الإخطار الذاتي (auto-saicine) و من هذا المنطلق، فإن التدخل سيكون مباشر، في حال تسجيل اختلالات، قد تؤثر على الصحة أو البيئة أو التغذية، حيث تعمل الوكالة بالتنسيق مع مختلف القطاعات، على غرار الصحة والصناعة الصيدلانية والبيئة والتجارة والداخلية.
وفي هذا الإطار تجري الوكالة تحقيقات ميدانية، مثلاً حول أنماط التغذية، عند الجزائريين، وتأثيرات السكر والملح و المواد الدسمة، أو حول المخاطر البيئية وأثرها على صحة المواطن.
_و ما هي أهم المخاطر التي خلصت إليها التحقيقات؟
__البروفيسور صنهاجي : من بين المخاطر الأساسية التي تشكل خطرا حقيقيا على صحة الجزائريين، مستقبلا، خطر الإفراط في استهلاك السكر، والملح، والمواد الدسمة، إضافة إلى " قنبلة" حقيقية، تتمثل في
الاحتباس الحراري والملوثات البيئية.
_ و هل ستكون هذه الأخطار محل إخطار للسلطات العمومية ؟
__البروفيسور صنهاجي : أكيد، كل ما نتوصل إليه يكون محل توصيات تربوية للمواطن، اولا، عبر التواصل البيداغوجي، للوكالة ، و ثانيا تقارير ظرفية و كذا تقرير سنوي يسلّم إلى رئيس الجمهورية.
_ مثلا ما هي هاته المخاطر المحتملة ؟
__البروفيسور صنهاجي:في التحديات الصحية، في العالم ، نجد مثلا، العديد من الفيروسات مستقبلا، واحد منها ، هو الأكثر ترجيحا ، وخطورة، و يتعلق الأمر بفيروس "إيبولا" الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، إضافة إلى الحصبة، التي تسجل عودة قوية، حيث سنعمل استباقيا، بتحضير العلاجات واللقاحات المضادة لهذه الفيروسات و تخزينها ، لاستعمالها بمجرد حدوث الخطر.
_ و من سيتولى تصنيع هذه اللقاحات ؟
__ البروفيسور صنهاجي : كما ذكرنا سابقا، إنطلقت الوكالة الوطنية للأمن الصحي، في إعداد مشروع استراتيجي، لإنشاء مركز متخصص في علم اللقاحات، يهدف إلى تحضير اللقاحات الموجهة للأوبئة المستقبلية، كما يتولى إجراء أبحاث حول هذه الأوبئة، وتحضير عينات لقاحات ، باستعمال الأدوات العلمية المنهجية، ليتم إنتاج اللقاحات في الوقت المناسب من طرف قطاع الصناعة
الصيدلانية.
خيرة بن مداني