بكل اسف و اسى ان ما يحدث في لبنان اليوم هو حلقة جديدة في مسلسل الجرائم التي يركبها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي في الوطن العربي منذ 1948 اي منذ احتلال فلسطين. فقط اسماء الدول المستهدفة هو الذي يتغير اما سيناريو المسلسل الدراماتيكي فهو هو على قساوته و وحشيته لم يتغير. فلسطين، سوريا، مصر، العراق، السودان، اليمن، لبنان، ليبيا..دول تستهدف و تقصف و تضرب في العمق و في القلب، تمزق تشتت و تيهان الشعوب المغلوبة على امرها بسبب تكالب الصهيونية العالمية التي تظهر مرات بثوب الكيان الصهيوني و مرات اخرى بثوب الولايات المتحدة الأمريكية و قد تظهر ايضا بثوب كيانات عربية وظيفية تنفذ مخططات امريكا او إسرائيل او الاثنين معا في زمن ما عاد فيه للنخوة و الرجولة العربية معنى. هذا هو المسلسل الذي يشاهده المواطن العربي منذ اكثر من 70 سنة. و يتضمن هذا المسلسل القديم الجديد في بعض حلقاته حالة التشرذم العربي حيث لا اتفاق و لا اجماع بعد على تحديد من هو العدو بدقة، و لا تزال بعض الدول العربية تعتبر امريكا و إسرائيل كيانات صديقة لها، و بان السيادة ليست عنصرا رئيسيا في حياة الدول و بانه يمكن ان تكون دولة بلا سيادة لا مشكلة أبدا مادام الكرسي محفوظ و العرش مضمون. و يتضمن ايضا هذا المسلسل حلقات عن شعوب عربية يتشفون و يفرحون بسقوط بطل مقاوم في غزة او في بيروت لان البطولة لم تعد تعني لهم شيئا و اصبح الخضوع للاحتلال مقبولا و المقاومة امرا مرفوضا. كما يتضمن المسلسل حلقات كثيرة عن حروب السنة ضد الشيعة و حروب الشيعة ضد السنة و حروب الاخوان ضد السلفية و السلفية ضد الاخوان و حروب العلماني ضد الديني و الديني ضد العلماني و حتى حروب بين العرب لم يعد احد يعلم سبب اندلاعها! و قبل ان ننسى لا بد من التنويه ان المخرج خصص بعض الحلقات عن ضرورة تبني الدول العربية والإسلامية مبادىء الصهيونية العالمية و من هذه المبادئ الديمقراطية و حرية التعبير و حقوق الإنسان و الليبرالية الاقتصادية و يصور المسلسل الدول العربية على انها دول متخلفة ديكتاتورية منغلقة على نفسها و بانها لن تعرف الحرية ما لم تتبنى مبادئ الصهيونية العالمية.
و حسب المخرج الأمريكي الصهيوني لهذا المسلسل الناجح جدا فانه من المرتقب ان يستمر البث إلى غاية سنة 3024 نعم 3024 لوفرة المادة و إقبال الجمهور!
احمد العلوي