سينطلق الصالون الدولي للكتاب في الجزائر في دورته الثامنة والعشرين بقصر المعارض الصنوبر البحري، يوم 29 أكتوبر الحالي، تحت شعار (الكتاب ....ملتقى الثقافات)، حيث سيعقد السيد محمد ايغرب محافظ الصالون ندوة صحفية اليوم الاثنين بالمكتبة الوطنية وسيعلن عن البرنامج الثقافي، وضيف شرف هذه الطبعة، وعدد الدور المشاركة، وعدد الضيوف المدعويين، وعدد الدول الحاضرة، وككل سنة سنستمع إلى هذه الأرقام، وستعاد علينا في السنة القادمة، كما قرئت علينا في السنة الماضية. إلا أن السؤال المطروح هو، هل هذه الأرقام دقيقة؟، وهل تعكس حقيقة المشهد الثقافي العام؟، أم أنها كمثلها من الأرقام لا تحمل أي معنى؟، بل وتضلل المهتمين بالقطاع، ولا تسمح أبدا بوضع رؤية استراتيجية لعالم الكتاب. لدينا بعض الأرقام هنا:

عدد المشاركين ألف، ولا نعلم ماذا يوجد بعد الرقم ألف، هل هو مشارك، أم ناشر، أم ضيف؟، فإن قمنا بحذف أجنحة السفارات، والوزارات، والجمعيات والنقابات الوطنية والدولية، فكم سيبقى من الألف، مع العلم أننا نبحث عن الناشرين، الذين لديهم إصدارات قد تفيد القارئ، والباحث، والهيئات العلمية والجامعية. 

هناك رقم آخر يتحدث عن أربعين دولة، وهنا الحساب سهل إذ العدد بسيط، فلم أجد إلا عشرين دولة بدل أربعين. فلما نفخ هذا الرقم أيضا؟. 

رقم آخر أرق المتابعين لوضعية النشر في الجزائر، وهو عدد دور النشر الجزائرية ، وعدد الإصدارات السنوية، وهنا نجد إدارة المعرض تصرح أنه 190 دار نشر، إلا أن مجرد كبسة على زر موقع المعرض لسنة 2024 سيعطينا رقما آخر وهو 122 عارضا، وكلمة عارض هناك مبهمة أيضا، ففيها جناح الجمارك، والخارجية والثقافة والشؤون الدينية وجامع الجزائر والنقابات والجمعيات، فكم بقي من 122 ناشر يا ترى ؟؟؟.. بقي في حدود الأربعين، أربعون ناشرا، وهنا إن قمنا بتوزيعهم على التخصصات فسيكون نصيب الأسد لدور نشر الكتاب الشبه مدرسي، ثم الأطفال، ثم الكتاب المتخصص، الجامعي والقانوني، والمدرسي. ماذا بقي يا ترى؟؟؟؟؟.بقي دار الشهاب ودار القصبة ودار ...نعم بإمكاننا عدهم وبكل بساطة. ودليلنا هو عدد الإصدارات السنوية من الكتاب الثقافي والفكري والأدبي والعلمي والقواميس والمعاجم الترجمات والتاريخ و.....هل نعي ما فعلناه بالكتاب أم أن( فرزعة)الأرقام هنا وهناك من غير روح، كافية لذر الرماد في العيون. 

بعض الإحصائيات: 

تنتج الجزائر في حدود 300 إلى 400 عنوان سنويا وهذا طبعا في كل التخصصات مع الإعادات، ولدي شكوك كبيرة في هذا الرقم، ولكن لنسلم جدلا أنه صحيح، ولنقارنه ببعض الأرقام العربية.فمصر حوالي 5000 عنوان سنويا، لبنان 3000 عنوان،سوريا 1000 عنوان، السعودية 2000 عنوان، تونس 1500 عنوان، المغرب 1700 عنوان.

احمد العلوي