قطار استكمال استقلال دول إفريقيا قد انطلق وسيكون من الصعب بما كان توقيفه أو تحريف مساره والكلام عن "انقلاب على المقاس" في الغابون يكون ورائه جنرال موالي لفرنسا وإن صح لن يغير في المشهد العام الافريقي في شيء
مالي وغينيا و بوركينافاسو والنيجر والانقلابات التي وقعت فيها منذ سنة 2020 تؤكد صحوة النخبة العسكرية والمدنية في افريقيا ورفضها استمرار سيطرة المستعمر القديم الجديد على مقدرات الشعوب، هذه هي الحقيقة الجديدة في افريقيا عموما والدول الفرنكوفونية في افريقيا خصوصا هذه هي الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هذا هو "الترند" الجديد
قد تحاول فرنسا وقف عجلة التغيير وقد تحاول انقاذ ما يمكن انقاذه بتشجيع انقلابات استباقية في الدول التي لم تسقط بعد، تعزل فيها وجوه مرفوضة محليا ودوليا مثل عائلة بونغو وتعين بدلا عنها وجوه جديدة تضمن استمرارية سيطرة فرنسا اقتصاديا و سياسيا على هذه الدول، وقد تحاول فرنسا فرض جنرال في الغابون ولكن العملية ليست مضمونة وقد تنقلب على من خطط وهندس ونفذ انقلاب على المقاس بسبب الديناميكية الجديدة الرافضة للاستعمار القديم و الجديد في افريقيا
ما يحدث في افريقيا تيار جارف لن تقوى فرنسا على الوقوف في وجهه و السبب بسيط ومعروف: استقلالات معظم دول افريقيا في بداية ستينيات القرن الماضي هي استقلالات صورية والانقلابات في مالي وغينيا وبوركينافاسو و النيجر اليوم هي في واقع الامر انقلابات من اجل الحصول على استقلالات حقيقية فيها سيادة واستقلال القرار السياسي والاقتصادي للدول المستقلة
احمد ايت مصباح
