الحراك الإخباري - (فيديو) الشيخ مولاي عبد الله الطاهري الإدريسي الحسني السباعي، شيخ المدرسة الطاهرية سالي رقان: لم شمل الامة العربية من شيم الجزائر
إعلان
إعلان

(فيديو) الشيخ مولاي عبد الله الطاهري الإدريسي الحسني السباعي، شيخ المدرسة الطاهرية سالي رقان: لم شمل الامة العربية من شيم الجزائر

منذ سنة|دين

بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه

الحمد لله رب العالمين، أمر عباده بالدعوة إلى الخير فقال: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْر)، وحثَّهم على فعله فقال: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وأشْهَدُ ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، القائل جل وعلا: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بهِ عَلِيمٌ)، والقائل جل في علاه: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن تُكْفَرُوه).

وأشْهَدُ أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، الصادق الوعد الأمين، القائل - صلوات الله وسلامه عليه -: (لن يَشْبَعَ مُؤمنٌ مِنْ خيرٍ حتى يكونَ مُنتهاهُ الجَنَّة) صلِّ اللهم عليه وعلى آله وصحبه وعترته الطيبين وأزواجه الطاهرين وأتباعه المحبين إلى يوم الدين، ما دعا للخير داع، وسعى في دفع الشر ساعٍ. أما بعد:

فإن الخير عادة، ونعمت العادة، وما ذلك إلا لأنه بريد السعادة، وديدن السادة، وطريق الحسنى والزيادة، به تتحقق المقاصد الحسنة، ويدوم لفاعله الذكر في القلوب وعلى الألسنة، ولولا الخير لما اكتمل للحياة مبنى، ولا كان للمعيشة معنى.
فبنشر الخير يسود التسامح بين أبناء الوطن الواحد، والقومية الواحدة، والأمة الواحدة. وبه يكون طعم الحياة لذيذاً، ومذاقها حلواً.

ولقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم حين قال كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: "إن مِنَ الناسِ مفاتيحُ للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه" . وروي عن أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه ورضي الله عنه - أنه قال: "لا تَقِرَنَّ شيئاً مِنَ الخير وإن صَغُرَ، فإنَّكَ إذا رأيته سَرَّكَ مكانه، ولا تحقِرَنَّ شيئاً مِن الشر وإن صغُرَ، فإنَّكَ إذا رأيته ساءك مكانه"؛ ولذلك قال الحكماء: "ليس يُمتحنُ الأديب بأن يكون فاعلاً للخير، إنما يُمتحن بأن يكون تاركاً للشر".
وفعل الخير والدعوة إليه أمر يحبه الناس، ويفرحون به أفراداً وجماعات على اختلاف مِلَلِهِم ونِحَلِهِم، وتأنس إليه النفوس السوية غير المنتكسة، وتحبه القلوب الطيبة الطاهرة.
ولقد كانت الجزائر، وما تزال، وستبقى السباقة إلى فعل الخير والدعوة إليه، واحترام أهله، وتحفيز الساعين في دروبه، القائمين على قلاعه وحصونه في أي جهة كانوا، وفي أي زمان وجدوا.

وقد ثبت بالاستقراء أن تاريخ الجزائر القديم والحديث حافل بالمبادرات الخيرية، والمساعي الجميلة لرأب الصدع، ولم الشمل، وجمع الكلمة، وتوحيد الصف، شعارها في ذلك قول نينا - صلى الله عليه وسلم -: "الدالُّ على الخير كفاعله"، وعنوانها في جميع تلك المحطات التي وقفت على سككها قول ربنا تبارك وتعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْر).
ولقد صدق الشاعر العربي قديماً حين قال:
الخيرُ أبقى، وإن طالَ الزمانُ بِهِ
              والشَّرُّ أخبثُ ما أوعيتَ مِن زادِ
وصدق الآخر الذي قال أيضاً:
عليكَ بفعل الخيرِ لو لمْ يكن لَهُ
     من الفَضْلِ إلا حُسْنُهُ في المَسَامِعِ

إن المدرسة الطاهرية إذْ تحتفل في هذه الليلة المباركة من هذا الشهر الميمون بميلاد نبيها - صلى الله عليه وسلم – نبي الهُدى الذي جاء بالدعوة إلى مكارم الأخلاق، وحُسْنِ السجاياى وكريم الخصال، وجميل المزايا، تُثَمِّنُ مسعى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون - حفظه الله ورعاه - في دعوة أشقائه من زعماء الدول العربية، لحضور القمة العربية المزمع عقدها مطلع شهر نوفمبر القادم، وتعتبره مسعى نبيلاً، ومسلكاً طيِّباً، ومبادرة حميدة، تعكس روح التسامح التي يتسم بها الشعب الجزائري وحكامه منذ نشأة الدولة الجزائرية إلى يوم الناس هذا وهي رسالة تورثها الأجيال السابقة للأجيال اللاحقة، ومشعل يتسلمه الآباء عن الأجداد، ويوصي به الأجداد الأحفاد.
ولقد كانت الزوايا وما تزال تكرس مبدأ التسامح، ومَدَّ يَد العون للآخر، ساعية إلى كل ما فيه خير للبلاد والعباد في الأمتين العربية والإسلامية على وجه الخصوص، والإنسانية جمعاء على وجه العموم.
وفي ختام هذه الكلمة الموجزة نتضرع إلى الله تعالى الذي لا يخيب من رجاه، ولا يرد من دعاه أن يحفظ الجزائر حكاماً ومحكومين، وان يديم عليها أمنها واستقرارها وهناءها، وان يحفظ حماتها من القمة إلى القاعدة، وان يسدد خطى جيشها الوطني وأمنها الوطني وكل القائمين على ثغورها أينما حلوا وحيثما ارتحلوا ببركة الحبيب المصطفى الذي نحتفي ونحتفل به في هذه الأيام والليالي المباركة الميمونة.

تحيا الجزائر .. المَجْد والخلود لشهدائنا الأبرار

  والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

تاريخ Oct 8, 2022