فشلت القمة العربية التي عقدت في القاهرة في حلحلة القضية الفلسطينية و لم تجد الدول العربية المشاركة في هذه القمة صيغة عملية قابلة للتطبيق الفوري لوضع حد لحرب الابادة المستمرة على الشعب الفلسطيني، و فشل الاتحاد الأوروبي بدوره في ايجاد طريق لانهاء الحرب في أوكرانيا و بدل التركيز على السلم ظل يبحث عن سبل استمرار الحرب و الإنفاق، هذا ربما اول وجه للتشابه بين الجامعة العربية و الاتحاد الأوروبي فكلاهما لم يوفق لحل الأزمات الواقعة في منطقته: الشرق الأوسط بالنسبة للقضية الفلسطينية و اوروبا بالنسبة للحرب الروسية الاوكرانية. اما نقطة التشابه الثانية فهي ربما عدم امتلاك الجامعة العربية و الاتحاد الأوروبي قرارهما اذ يخضعان خضوعا كبيرا للخارج و لا يمكنهما بلورة قرارات خارج ارادة الخارج و شكل هذا الخارج اليوم هو دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الجديد الذي اخلط أوراق العلاقات الدولية في وقت قياسي و لم يقم باعادة توزيعها بعد على اللاعبين في كل من الجامعة العربية و الاتحاد الأوروبي. نقطة ثالثة للتشابه في الفشل بين الجامعة العربية و الاتحاد الاوروبي هي ربما عدم تمتع التنظيمين بشعبية كبيرة عند الرأي العام، لو أجرينا سبرا للآراء و سألنا المواطن العربي عن رأيه في اداء الجامعة العربية لن يكون مفاجئا لو ان الرد كان "لا تسمن و لا تغني من جوع." و ربما نفس الرأي بالنسبة للمواطن الاوروبي بخصوص الاتحاد الاوروبي الذي سلب الدول سيادتها و جعلها تخضع إلى قرارت بروكسل التي في الغالب لا تخدم المواطن الأوروبي البسيط. و لا يستبعد بعض المراقبين بداية نهاية التنظيمين (الجامعة العربية و الاتحاد الأوروبي) بالنظر الى ضعف الاداء و عدم تحقيق نتائج تخدم مصالح الشعوب.

احمد العلوي