بعد تعيينه على رأس سوناطراك في 3 اكتوبر الماضي، دخل رشيد حشيشي في الموضوع مباشرة بتحديد اهدافه بدقة و قال في أول تصريح له اثناء مراسم التعيين، بانه سيعمل على "تجديد الاحتياطات النفطية والغازية للشركة وتطوير الإنتاج الذي يعد العصب الحيوي لتزويد وحدات التكرير والتمييع والبتروكيمياء، مع التأكيد على تطوير نشاطات النقل عبر الأنابيب والبواخر ونشاط التسويق لتثمين مبيعتنا من أجل تحقيق أحسن القيم المضافة، كما نوه بدور الشراكةكمحور استراتيجي لسوناطراك."

و بعد رسم ورقة طريقه بدأ رشيد حشيشي بزيارة ميدانية الى حقل حاسي الرمل الغازي و هي إشارة واضحة على أولوية الرجل، و بعد هذا الزيارة استقبل حشيشي مدراء الشركات الاجنبية و كان مدير شركة إيني الايطالية كلاوديو ديسكالزي اول من حظي بلقاء الرئيس التنفيذي الجديد لسوناطراك، و بعد إيني استقبل حشيشي مدراء توتال الفرنسية و بوتاس و رونيسانس التركيتين و ناتورجي الاسبانية. كما تم استئناف رسميا نشاط سوناطراك في ليبيا في حقلين في منطقة غدامس خلال لقاء جرى بين حشيشي و نظيره الليبي يوم 7 نوفمبر. 

و تلعب سوناطراك و هي اكبر شركة في افريقيا من حيث المداخيل دورا كبيرا في إمداد دول اوروبا الجنوبية بالغاز و على رأس هذه الدول ايطاليا و اسبانيا و البرتغال و فرنسا، و تزود سوناطراك ايضا بعض دول اوروبا الشرقية بكميات من الغاز مثل سلوفينيا و المجر. مع التذكير بان صادرات الجزائر من الغاز قد بلغت 54.1 مليار متر مكعب في 2021 و 56 مليار متر مكعب في 2022 و قد تتجاوز هذا الرقم حسب بعض التقديرات في 2023. اما صادرات النفط فتقدر بحوالي 1 مليون برميل يوميا و هي محددة من طرف منظمة اوبك التي تعمل على توازن العرض والطلب في الاسواق العالمية. 

يتضح من كل هذا ان مهمة رشيد حشيشي على رأس اكبر شركة جزائرية ستكون صعبة و لكنها ليست مستحيلة لانه يمكنه الإعتماد على موارد بشرية تملك كفاءة عالية، و من المرتقب ان يعين مسؤولين جدد على رأس مديريات سوناطراك بعد ان تم انهاء مهام البعض منهم قبل يومين لإعطاء الدفع اللازم من اجل تنفيذ الخطة الجديدة. 

و يبقى الهدف هو ضمان مداخيل تُمَكِنُ الدولة من تمويل المشاريع التنموية و تنويع مصادر الدخل للخروج من منطق الاعتماد على مبيعات النفط و الغاز لانه لا يمكن التحكم في الاسعار. 

أحمد العلوي