الحراك الإخباري - ليلة سقوط سانشيز
إعلان
إعلان

ليلة سقوط سانشيز

منذ اسبوعين|الأخبار


حتى قبل أن يقدم استقالته أخيرا ويتوارى عن الشأن العام قرر الحزب الشعبي في إسبانيا أن يضغط أكثر ليخرج "بيدرو سانشيز" من الباب الضيق ودون رجعة.

في تفاصيل الخبر الذي نشرته امس الأحد وكالة الأنباء الإسبانية يستعد الحزب الشعبي المعارض لطرح موقف "بيدرو سانشيز" الأحادي من قضية الصحراء الغربية للمناقشة في الجلسة المقبلة للبرلمان الإسباني.

ويطالب المقترح الذي تقدم به حزب "فيخو" المرشح بقوة لاستخلاف "سانشيز" الحكومة الإسبانية الحالية بالتراجع عن قرارها "المفاجئ" و"غير المفهوم" الذي تم اتخاذه قبل سنتين بشكل "فردي" و"دون تقديم أي توضيحات للمعارضة الإسبانية أو الرأي العام في مدريد".

ونقلت ذات الوكالة عن الحزب الشعبي أن الموقف الذي تبناه سانشيز تسبب لإسبانيا في مجموعة من الخسائر في السياسة الخارجية (لاسيما مع الجزائر) وهو مطالب اليوم بالتراجع عن هذا الموقف والعودة إلى الحياد الذي تبنته المملكة الإيبيرية إلى غاية مارس 2022.

ومن المرتقب أن تساءل المعارضة الإسبانية الحكومة مرة أخرى عن فحوى الرسالة التي كان قد وجهها "سانشيز" إلى الملك "محمد السادس" في مارس 2022 وأعلن فيها تراجع إسبانيا عن موقفها المحايد وتخليها عن مسؤولياتها الدولية إزاء القضية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

ولمواجهة "فيخو" الذي يتهم "سانشيز" بالرضوخ لتعسف المغرب تستعمل الحكومة الإسبانية في أيامها الأخيرة الذخيرة الكاسدة، فيحاول وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس انتقاد المعارضة ويتهمها بأنها مهووسة بالعداء للمخزن وهو لا يعلم أنه حال الإسبان جميعا.

واتهم الحزب الشعبي على لسان مسؤول العلاقات الخارجية "كرلوس فلوريانو" الحكومة الإسبانية بالاستسلام وعدم اتخاذ أي تدابير تجاه المغرب الذي يمارس "التعسف" على مدينتي سبتة ومليلية، بطرق مختلفة، بما في ذلك رفض الرباط فتح الجمارك التجارية بالمعبرين الحدوديين.

وفي الاثناء، يسوق المخزن وصحافته البائسة القريبة من المخابرات لمستوى العلاقات بين المغرب وإسبانيا في عهدة سانشيز ويصف كل محاولة لانتقاد الحكومة الإسبانية على أنها عداء للمغرب وبخس لكل الإنجازات السياسية التي تم تحقيقها منذ أن كشف محمد السادس عن الرسالة الوهمية.

ومع أن موقف الحزب الشعبي الإسباني ليس جديدا تربط ذات الأبواق الحموشية بين نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة وفشل "فيخو" في تولي الحكومة وبين ما تسميه سياسة العداء الممنهج التي يمارسها "بي بي" ومعه "فوكس" وإن كانت مجرد محاولات للدفاع عن المصالح الحيوية للإسبان ولتجاوز العلاقة المريضة التي كرسها سانشيز وهو تحت الضغط أو الابتزاز بسبب "بيغاسوس".

ولأن رئيس الحكومة الإسبانية حاليا في مرحلة التفكير بإمكانية الاستقالة بعد الإعلان عن فتح تحقيق ضد زوجته بتهمة استغلال النفوذ والفساد يبدل المخزن قصارى جهده لطمس تورطه المزدوج في هذا الملف سواء من خلال ابتزاز مسؤول سامي في دولة أجنبية ومقايضة موقف بلاده وتعريض مصالحها للخطر حماية للسيدة سانشيز أو الفساد العابر للحدود مع مسؤولين مغاربة والذراع المالي للملك محمد السادس المسمى "التجاري وفا بنك"


لطفي فراج

تاريخ Apr 29, 2024