يحاول المغرب منذ فوز دونالد ترامب Donald Trump بالرئاسة في امريكا الترويج لفكرة انه "ناس ملاح" محب للسلم و السلام في المنطقة و بانه لا حول و لا قوة له امام الغول الجزائري الذي يهدده بالحرب، ان النية الخبيثة المبيتة لمحمد السادس و من سيخلفه قريبا هي محاولة استعطاف امريكا و ايهام دونالد ترامب بان من يهدد السلم في منطقة شمال أفريقيا هي الجزائر و مادام ترامب رجل سلم فان عليه ان يضغط على الجزائر حتى لا تفكر في الحرب ضد المغرب!
و ينطبق على المغرب المثل الشعبي الجزائري "ضربني و بكى سبقني و اشتكى" لانه لا يختلف اثنان في المجموعة الدولية و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بان الجزائر تعمل بقوة من اجل استتباب الامن و السلم في المنطقة و قد اثبتت ذلك في منطقة الساحل و في المغرب العربي و في الشرق الاوسط و في المحافل الدولية من الاتحاد الافريقي إلى الجامعة العربية وصولا الى الامم المتحدة، ان الجزائر دولة لم تعتدي يوما على جيرانها منذ استقلالها في 1962 و الدولة الجزائرية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول و ان عقيدة جيشها هي عقيدة دفاعية و ليست هجومية، هذه مبادئ معلنة معروفة لا يجهلها إلا من به مرض و يسعى في العلن و الخفاء إلى ضرب المصالح العليا للجزائر.
و اول من يعلم هذه المبادئ هي الولايات المتحدة الأمريكية و الرئيس دونالد ترامب تحديدا لانه يفهم جيدا معنى الدولة الوطنية كما يفهم جيدا ان الجزائر تدافع عن مصلحتها الوطنية اولا و قبل كل شيء تماما كما يفعل دونالد ترامب الذي جعل من شعار "امريكا اولا" America First هو خطة طريق و برنامج عمل.
تعرف العلاقات الجزائرية الأمريكية تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة و ما دخول العملاقين النفطيين إكسون موبيل ExxonMobil و شيفرون Chevron بالاضافة إلى تواجد شركة اوكسيدنتال Occidental في المجال النفطي الجزائري إلا دليلا واضحا بان العلاقات الثنائية طيبة و تعرف منحى تصاعدي. و لا شك ان فشل استكشاف الغاز في المغرب كما اعترفت به بعض الشركات الغربية في الايام القليلة الماضية هو ضربة لا تخدم مصالح المغرب في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ان دولة مثل امريكا لا تبني علاقاتها مع الدول بناءً على نواح و نباح محمد السادس او ناصر بوريطة بل تبنيها بناءا على مصالحها الوطنية و لا شك ان هناك مصالح كثيرة بين الجزائر و الولايات المتحدة الامريكية يمكن ان تعرف دفعة جديدة في ولاية دونالد ترامب.
احمد العلوي