الحراك الإخباري - تبون… بعد ثلاثين شهرا من انتخابه حقق الكثير وينتظره الكثير
إعلان
إعلان

تبون… بعد ثلاثين شهرا من انتخابه حقق الكثير وينتظره الكثير

منذ سنة|تبون


من اصدارات دار الوعي للنشر والتوزيع

بالمعرض الدولي للكتاب في دورته 26، بالجناح المركزي E30


بدايات الرئيس عبد المجيد تبون على رأس الدولة لم تكن سهلة، بل كانت غاية في الصعوبة والخطورة.

تسونامي سياسي هز أركان الدولة الجزائرية، ملايين الجزائريين في الشوارع تطالب بالتغيير الجذري رافضة عهدة خامسة لرئيس شبح لا يتحرك ولا يتكلم ويرفض ترك الكرسي، وقع في شباك عصابة يتزعمها شقيقه سعيد بوتفليقة مع شرذمة من رجال المال الفاسدين ورجال "البوليتيك" انتزعوا سيادة القرار السياسي والاقتصادي من الوطنيين في الدولة.

وما زاد الطين بِلة، هوالطلاق بين النظام والشعب، فبدون ثقة لم يعد بالإمكان الإقناع وبناء روابط مع الجزائريين.

أضف إلى ذلك، حالة مالية قريبة جدا من الإفلاس بسبب تدني المداخيل بعد أن تهاوت أسعار النفط والغاز والنهب الممنهج للعصابة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء. وفوق هذا وذاك جائحة كورونا التي أدخلت العالم في رحلة البحث عن اللقاح..

فمن يستطيع أن يعمل في ظل أزمة متعددة الأبعاد كهته؟

أجواء مشحونة..

شتم، تخوين، شيطنة، فوضى، تدخل أجنبي فاضح، ابتزاز، شح الموارد، حدود مفتوحة على كل الاحتمالات.

هكذا بدأ الرئيس عبد المجيد تبون عهدته، فحتى أحزاب الموالاة، جبهة التحرير الوطني وحزب التجمع الوطني الديمقراطي لم تدعماه في حملته الانتخابية، بل ساندت غيره!

ورفض رجالات السياسة مباشرة بعد فوزه في رئاسيات ديسمبر 2019 يده الممدودة، وراهنوا على سقوطه وأقسموا على أن الرجل لن ينهي عهدته.

هذا الكتاب - كرونولوجيا الأحداث ومقالات نشرت في الموقع الإلكتروني الحراك الإخباري - يُذكر بهذه الظروف الاستثنائية التي اعترضت تبون في بداية مسيرته على رأس الدولة، وكيف رفع التحدي وواجه الأزمات، ويعطي القارئ فكرة عن الأجواء السياسية والاجتماعية التي كانت تسود قبل وبعد استلام تبون عهدته إلى غاية منتصف العهدة الأولى، حيث بدأ المشهد يتحول تدريجيا من قاتم مخيفن إلى أبيض مشرق.

وعاد الهدوء والسكينة إلى الشارع الجزائري، واستتب الأمن وتحسنت المداخيل، مما سمح بالتركيز على أولوية الأولويات وهي دفع عجلة التنمية إلى الأمام، مع مواصلة محاربة الفساد بصرامة حتى لا يهدر المال العام مجددا، وعدم التخلي عن الطابع الاجتماعي للدولة، منحة البطالة، رفع الأجور، منح التقاعد، أكدت هذا التوجه للرئيس تبون.

وفوق هذا وذاك يمكن الجزم أن استعادة الدولة لسيادة القرار السياسي والاقتصادي في ظرف قياسي كان أهم انجاز في نصف عهدة الرئيس تبون، على اعتبار أن هذا يشكل أهم تحدي لدى الدولة الوطنية التي ابتلعتها العولمة.

لا شك أن ارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب في أوكرانيا وقرارات الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على روسيا كان بردا وسلاما على ميزانية الدولة.

فمن المتوقع أن تحقق الجزائر مداخيل استثنائية من النفط والغاز في سنة 2022 تصل إلى 50 مليار دولار، مع التذكير أنها سجلت 35,4 مليار دولار في 2021، وفقط 20 مليار دولار في 2020، مع التذكير أن سنة 2008 سجل فيها رقم قياسي فيما يخص المداخيل من النفط والغاز حيث بلغت 72 مليار دولار.

كما تجاوز إنتاج الغاز ولأول مرة 103 مليار متر مكعب في 2021، وسجلت صادرات الغاز رقما قياسيا بـ 54 مليار متر مكعب.

وتجاوزت حصة الجزائر في منظمة أوبك من إنتاج النفط عتبة المليون برميل وارتفع سعر برميل صحارى بلند الجزائري إلى 130 دولار.

هذه أرقام جيدة، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن اعتماد الجزائر كليا على استيراد مادة القمح بات يشكل خطرا حقيقيا على الأمن الغذائي للوطن.

فقد بلغ استيراد هذه المادة في سنة 2021 حوالي 9,2 مليون طن، مع التنبيه إلى أن الأسعار ارتفعت إلى مستويات قياسية بسبب الحرب في أوكرانيا. ولم يتجاوز الإنتاج الوطني في ذات السنة 3,2 مليون طن.

ويشكل ملف الفلاحة نموذجا حيا عن المفارقات الكبيرة بين الواقع بكل تناقضاته وسلبياته وبيروقراطيته، وبين ما يصبو إليه تبون، وتحقيق ذلك لن يكون إلا بكفاءات حقيقية تكون في مستوى تطلعات الرجل.

تحقق الكثير وما زال ينتظر تبون الكثير..

(الحراك الإخباري)

تاريخ Oct 26, 2023