أسباب نجاح قمة الجزائر معروفة، و على رأسها تركيز القيادة السياسية في الجزائر على موضوع فلسطين الجامع و جعله على رأس قائمة المسائل المطروحة للنقاش، الشعوب العربية من المحيط الى الخليج لا تختلف حول قضية فلسطين، و يكون النجاح عادة حيث يكون الإجماع. المقاربة الجزائرية كانت واضحة وضوح الشمس حتى قبل انطلاق اشغال القمة. على عكس قمة شرم الشيخ التي يستحيل ان يجيب أحد عن اهداف ال COP 27 بوضوح، حماية البيئة، حقوق الانسان، الضغط على دول الجنوب، التمويل..

السبب الثاني لنجاح قمة الجزائر هو التحكم الجزائري التام في اللوجستيك و التنظيم من الألف الى الياء، فلم تترك الدولة مكانا للصدفة و لا لعنصر المفاجأة. اما قمة شرم الشيخ و قصر المؤتمرات تحديدا عرفت نقصا فادحا في التنظيم، تكييف حول قاعات الاجتماعات الى قطب جنوبي من شدة البرد، الصعوبة للوصول الى الاكل و الشرب، اسعار مرتفعة جدا..

السبب الثالث هو التحكم في التغطية الإعلامية الاستثنائية للحدث، لسان حال الجزائر يقول بيتنا من زجاج، حتى الرئيس عبد المجيد تبون اشاد بدور الاعلام حين قال ان 60٪؜ من نجاح القمة يعود الى الصحافة الجزائرية. حتى محاولات التهريج و التشويش المغربية على قمة الجزائر فشلت بسبب دقة و صرامة التنظيم.

السبب الرابع و الأهم هو ان الجزائر أثبتت للعالم من خلال تنظيمها هذه القمة أنها دولة مستقلة بسيادة كاملة غير منقوصة، تنفق من مالها الخاص و لا ينفق عليها احد.

أما فشل قمة شرم الشيخ، السبب الاول هو ضعف مصر ماليا و اقتصاديا و اعتمادها على المساعدات الخارجية اعتمادا كبيرا يرهن قرارها السيادي، 85% من احتياطي الصرف المصري هو إيداعات لثلاث دول خليجية هي المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة و الكويت..و لا يتجاوز احتياطي الصرف المصري 5 مليار دولار! و يكمن السبب الثاني للفشل في الاعتقاد السائد بان تنظيم قمة شرم الشيخ هو فرصة للحصول على المزيد من المساعدات الخارجية، و لكن لا توجد مساعدات و لا دعم خارجي بلا مقابل. و قد شاهد الجميع التدخل الأجنبي السافر في الشأن الداخلي المصري بعد ان تحولت قمة شرم الشيخ من قمة المناخ الى قمة محاكمة النظام المصري و الدفاع على ناشط سياسي بعينه و حتى طرد برلماني مصري من ندوة صحفية على أرض مصر بحجة ان الامم المتحدة هي المنظمة للحدث!

احمد العلوي