أقرت وزارة الصحة، إجراءات استعجالية لمواجهة التقلبات الجوية المحتملة ، و الأمطار الغزيرة، و ايضا، ارتفاع خطر الفيضانات، على غرار السنوات الماضية، حيث امرت برفع درجة اليقظة تحسبا لظهور الأمراض ذات المنشأ المائي، أو تلك التي تنتقل عبر الحشرات، خاصة في الولايات التي تعرف موجات تساقط امطار كثيفة.
و في هذا الاطار، وجهت الوزارة، تعليمة الى مصالحها الولائية، تحمل رقم 27 مؤرخة في 11 نوفمبر 2025 متعلقة" بالوقاية الصحية خلال التقلبات الجوية والفيضانات"، امرت من خلالها بضرورة توفير مخزون كافي من الكواشف والمستلزمات الخاصة بمراقبة جودة المياه، و الأدوية والمواد الاستهلاكية اللازمة، للتدخل السريع في حال تسجيل بؤر وبائية.
وهو ما أصبح يشكل خطرا مباشرا على صحة السكان، حسب التعليمة، نتيجة احتمال ظهور أمراض متنقلة، عن طريق المياه ذات طابع وبائي، إضافة إلى الأمراض المتنقلة عبر النواقل، وتلوث المسطحات المائية في مثل هذه الظروف، و تضرر شبكات التطهير، ما قد يؤدي إلى تلوث مياه الشرب وتحولها إلى مصدر للأوبئة و الأمراض المائية ، مثل حمى التيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي " أ".
و استنفرت مصالح الوزارة، بناءا على ذلك، مصالحها في كل الولايات، في إطار الإجراءات الاستباقية الموضوعة تحت إشراف خلية الوباء الولائية،بالتنسيق بين مختلف الهيئات المعنية، على غرار الجماعات المحلية، و الصحة، و الموارد المائية، والبيئة، من أجل منع ظهور الأمراض ذات الطابع الوبائي.
ودعت الوزارة ، المديريات الولائية، إلى تعزيز المراقبة الصحية خاصة في المناطق المصنفة عالية الخطورة، مثل المناطق المعرّضة للفيضانات أو التي شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية، ارتفاعا في نسبة الأمراض المتنقلة بالمياه أو بالنواقل.
كما أكدت على أهمية متابعة المنحنى الوبائي بدقة، لاسيما من خلال مراقبة التصريح بحالات الإسهال، باعتبار أن أي زيادة غير طبيعية ، قد تكون مؤشرا على بداية وباء يتطلب التدخل الفوري، فضلا عن متابعة حالات الإسهال الحاد التي قد تؤدي إلى الجفاف.
وأمرت الوزارة أيضا، مصالح الجماعات المحلية والديوان الوطني للتطهير، بتطهير المراحيض والحفر الصحية، وجمع ونقل النفايات بطريقة صحية ومنتظمة، إضافة إلى تفعيل مخططات التسيير المراقب، في حال تسجيل أي انقطاع في التموين بمياه الشرب.
و شددت وزارة الصحة، في سياق ذي صلة، على أهمية تكثيف حملات التوعية للمواطنين ، بشأن قواعد النظافة الفردية والجماعية، مبرزة أن غسل اليدين وحده، قادر على تقليل عدد حالات الأمراض الإسهالية بشكل كبير، خاصة في الفترات التي تشهد فيها بعض المناطق اضطرابات جوية تؤثر على جودة الموارد المائية.
كما امرت المديريات الولائية، بضمان توفر مخزون أمان، من الكواشف ووسائط الزرع المستعملة في الرقابة البكتريولوجية للمياه، إضافة إلى الأدوية والمواد الاستهلاكية الضرورية للتكفل السريع بحالات الطوارئ.
سيد علي مدني

