الأولى تتعلق بالصحافة الغربية التي وقفت مع أمريكا و حلف الناتو ضد روسيا، و تحولت هذه الصحافة الغربية الى جندي يعمل لصالح النظام الليبرالي..و اصبحت الحقيقة هي حقيقة امريكية و اصبح الكذب هو كل ما يأتي من روسيا..لا موضوعية لا اختلاف في وجهات النظر لا السماح للرأي الاخر..بل العكس هو الصحيح..باسم حرية الصحافة الغربية تم منع كل وسائل الاعلام الروسية من العمل في اوروبا..و لم نسمع المنظمات غير الحكومية مثل RSF تندد على تضييق اوروبا على حرية الصحافة..سقط قناع الصحافة الغربية التي انحازت الى المعسكر الليبرالي في زمن الحرب و لم تعد هذه الصحافة الغربية تمثل نموذجا مقبولا لصحفيي دول الجنوب عموما و الجزائر خصوصا..وجب اذن ايجاد نموذجا صحفيا جديدا يخدم الوطن و لا يخدم النظام الليبرالي من حيث يدري و من حيث لا يدري..

الثانية تتعلق بواقع الصحافة في الجزائر..واقع صعب جدا بالنظر الى الظروف المهنية و الاجتماعية لمعظم الصحفيين، عشرات الصحفيين بدون راتب و عشرات الصحفيين برواتب تعيسة و مؤسسات اعلامية مفلسة، لا مال و لا أفكار، بعد ان تبخرت الملايير التي استفادت منها هذه المؤسسات من الاشهار خلال عقدين دون ان يتمكن ملاكها من بناء نموذجا اعلاميا و اقتصاديا ناجعا..لا بد من وقفة جادة لفهم سبب هذا الواقع الصعب و العمل على تجاوزه..

احمد العلوي