بقلم الدكتور جاب الله جمال الدين
دبلوماسي سابق
لقد تابع الشعب الجزائري البارحة اللقاء الصحفي للسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وقد أجاب فيه على اسئلة الصحفيين بكل صدق وواقعية بعيدا عن الشعبوية وكان صادقا وشفاف إلى ابعد حد حتى يتعرف الشعب الجزائري والجميع في الداخل والخارج عن ماوصلت إليه الجزائر الجديدة المؤمنة و الثابتة و المدركة للتحديات واثقة في بناء مستقبلها بكل حرية و بفضل قرارها السيادي. معتمدة على قدراتها الذاتية متفتحة لبناء شراكات قوية مع الجميع. جزائر فاعلة ومؤثرة على الساحة الإقليمية والدولية. جزائر تمد يدها للجميع دون مقابل أو ضغط. هذه هي الجزائر التي يرسم السيد الرئيس عبد المجيد تبون سياستها الخارجية. ويقوم جهازنا الدبلوماسي بالعمل على تنفيذها على ارض الواقع. نعم فالسيد الرئيس يعمل وبشكل واضح غير قابل للتؤويل او المزايدة على اعادة بريق الدبلوماسية الجزائرية الى عهدها السابق وخاصة في السبعينات والثمانينات وهنا اكد السيد الرئيس وبكل تواضع ان الدبلوماسية الجزائرية في تحسن ملحوظ ولم يقل أنها حققت جميع الاهداف. نعم أنه طريق طويل في بيئة عالمية شديدة التعقيد. بيئة عالمية لم يعد للأنظمة والقوانين الدولية احترام وطغت على العلاقات الدولية المتعددة الاطراف لغة الهيمنة والضغوطات وهناك من لا يكترث حتى بالمبادئ الأساسية لميثاق الامم المتحدة. فى هذا المناخ العالمي المشحون والضاغط والعدائي في بعض الأحيان. يسعى السيد الرئيس عبد المجيد تبون ويعمل جاهدا لتحتل الجزائر مكانتها اللائقة بها بين الامم. ولهذا عمل على استضافة كبريات التظاهرات الكبرى والاجتماعات والمؤتمرات الإقليمية والدولية والامثلة على ذلك كثيرة ومتعددة. كما أن حضور الجزائر بشكل مكثف وهادف في المؤتمرات الإقليمية والدولية وبإقتراحات ملموسة وواقعية جعل منها دولة مؤثرة في القرار الاقليمي والدولي.كما ان تنشيط جهازنا الدبلوماسي ومده بالكفاءات اللازمة والضرورية يصبح حتمية لا مناص منها. وحتي يتم تنفيذ مضامين السياسة الخارجية واهدافها التي وضعها السيد الرئيس فهذا يتطلب عنصر بشري كفء له خبرة وتجربة خاصة مايتعلق بالدبلوماسية الاقتصادية والتى يعتبرها السيد الرئيس اولوية. عنصر بشري قادر على الترويج لمبادئ واهداف ومضامين السياسة الخارجية، عنصر بشري تراكمت عنده الخبرة السياسية وملم بمقاصد الدبلوماسية الاقتصادية مدركا للتحديات له القدرة على الولوج وبناء علاقات داخل النسيج الاجتماعي للدول التي ينشط بها وهنا يتحتم على الجهاز الدبلوماسي الجزائري اتباع مقاربة وسياسة جديدة في اختيار العنصر البشري الكفء القادر على القيام بهذه المهام على اكمل وجه والذي له القدرة والحنكة اللازمتين في تنشيط الدبلوماسية الجزائرية. لذا فان وضع معايير و ضوابط في اختيار الاشخاص امرا لامناص منه وخاصة مايتعلق بتعيين السفراء والقناصلة وحتي الدبلوماسيين العاديين ضوابط ومعايير محددة بعيدا عن المجاملات والمحابات. ومن بين هذه المعايير التي يجب مراعاتها اثناء التعيين إن يكون الشخص مطلع وبشكل كبير على وضع الدولة التي سيعين فيها من جميع النواحي. سواء النواحي السياسة، الاقتصادية والاجتماعية، الثقافية. وغيرها ويعلم تماما طبيعة وتقاليد شعب هذه الدولة. كما أن التأثير الدبلوماسي الفعال في العلاقات الدولية المتعددة الاطراف والثنائية اصبح يعتمد وبشكل كبير على التواصل الدائم والمستمر مع فعاليات المجتمع ومؤسسات الدولة والابتعاد قدر الإمكان على العمل الاداري البيروقراطي في المكاتب لأن الدبلوماسة الحديثة اصبحت تعتمد وبشكل اساسي على التواصل ونسج العلاقات وحسن الترويج والحصول على المعلومات من مصادر متعددة. لذا فان تحقيق مضامين واهداف السياسة الخارجية للجزائر التي وضعها السيد الرئيس ويعمل على تنفيذها لا بد أن يقابلها عنصر بشري قادر على تنفيذ هذه السياسة من خلال آليات تنفيذ واضحة وتقييم ومتابعة .وبهذا الأداء والتنفيذ ستتكلل باذن الله نجاحات اخرى للدبلوماسية الجزائرية وتستعيد بريقها.