كشف المجاهد الجيلالي لغيمة أن الزعيم التونسي بورقيبة عرض على مصالي الحاج الانضمام إلى جماعة جبهة التحرير الوطني لكن مصالي رفض، و أضاف عضو فيدرالية جبهة التحرير في فرنسا على هامش تقديم كتابه" الهجرة في الثورة الجزائرية، مسار و شهادات"، أن مصالي الحاج ساهم بتعنته في تعقيد الأمور و تغذية المواجهات و الصراعات التي وصلت إلى حد التصفية الجسدية بين جماعة جبهة التحرير و جماعة " " الحركة الوطنية الجزائرية "، و هي المواجهات التي خلفت ما لا يقل عن "4500 قتيل و حوالي 900 جريح"، وقد عملت فرنسا على تغذية هذه الصراعات بهدف تحطيم النضال و الكفاح الجزائري حسب صاحب الكتاب دائما.
و في ذات السياق، كشف المحاضر أيضا عن محاولتين للتقرب في 1954 بين جبهة التحرير الوطني و مصالي الحاج بمبادرة من محمد بوضياف و مصطفى بن بولعيد وكذا عبان رمضان في خريف 1950. غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد رفض مصالي الحاج لها و "الذي لم يكن يثق في هؤلاء الشباب رغم أنهم كانوا ميصاليين ومناضلين في حزب الشعب الجزائري" ،و لم يكن ير اطلاق للثورة بدونه هو.
وكانت الفرصة مواتية أمام لغيمة ليعود بذاكرته إلى ظروف نشأة الحركة النقابية، و النضالية الجزائرية في فرنسا ،معتبرا " الهجرة الجزائرية مدرسة للنضال" أمدت الحركة الوطنية و جيش التحرير لاحقا بخيرة المناضلين و المجاهدين و هذا انطلاقا من تجربته كنقابي قضى 11 سنة عاملا بالمصانع الفرنسية و منتسبا إلى الكونفدرالية العامة للعمل.
عاد صاحب الكتاب بذاكرته إلى دور المهاجرين في الثورة التحريرية، و هو الدور الذي قال أنه مجهول ومحيد من الكتابات التاريخية. و قد أرجع لغيمة الأمر إلى الموقف الذي اتخذته فيدرالية جبهة التحرير غداة أزمة صائفة 1962 و ما حدث بعدها من صراعات و تحالفات.
وقال جيلالي لغيمة أن بداية الحركة النضالية النقابية الجزائرية في فرنسا تعود الى1920 ،عندما تم تأسيس جمعية لمساعدة المهاجرين، و هي التي شكلت النواة الأولى لإطلاق حزب نجم شمال إفريقيا. وقدر المتحدث عدد المهاجرين الجزائريين في فرنسا قبل انطلاق الحرب العالمية ب190 ألف منها 170 ألف جندتهم فرنسا في الحرب و حوالي 200 ألف دعمت بهم مختلف المصانع كيد عاملة رخيصة في تلك الفترة.
جزء من النقاش الذي دار خلال جلسة تقديم الكتاب خصصه صاحب الكتاب للحديث عن دور المهاجرين و الجالية الجزائرية في الثورة، حيث قدمت المناضلين و الإطارات الثوربة التي وجدت في النضال النقابي فرصة و مدرسة للتكوين استفادت منها الجزائر. فضلا عن ذلك فقد كان للجالية أيضا دور كبير في دعم الثورة ماليا .حيث يكشف لغيمة أن ما كانت تقدمه الجالية شكل 80 في المائة من ميزانية الحكومة المؤقتة.
و اغتنم أيضا الجيلالي لغيمة الفرصة للعودة إلى تفاصيل ما عرف بالأزمة البربرية و التي قال أن مصالي الحاج كان سببا فيها لأنه أراد الاستفراد بالحكم و طلب من الحزب منحه الزعامة مدى الحياة. إضافة إلى كونه اختصر الجزائر في البعد العربي الإسلامي عندما طلب من الطلبة إعداد تقرير ليقدمه أمام الأمم المتحدة . لكنه اختصر التقرير لاحقا و اختصر كل ما له علاقة بتاريخ و هوية الجزائر في البعد العربي الإسلامي فقط. و أمام من كان ينادي بالجزائر الجزائرية و أمام الرفض الذي جوبه به موقف مصالي قال" حذار من المؤامرة البربرية" .الأمر الذي دفع الزعيم الراحل ايت احمد للرد عليه و التأكيد انه ليست هناك مؤامرة بربرية و لكن ثمة مؤامرة على منطقة.
نعيمة.م