بعد الإنتقادت الكثيرة التي وجهت لإمتحان تقييم المكتسبات في مرحلة التعليم الإبتدائي الذي طبق لاول مرة في الموسم الدراسي الماضي، ها هي وزارة التربية الوطنية تقرر اعادة النظر في هذا الإمتحان من أجل تصحيح ما يجب تصحيحه و الإحتفاظ بما يجب الإحتفاظ به.
و في هذا السياق صرح الخبير التربوي و مختص في المناهج التربوية و علم النفس التربوي "مصطفى بوختالة"
" للحراك الإخباري" أن العملية التقيمية ركن من أركان العمل التعليمي و أن إمتحان تقييم المكتسبات هو المرآة التي ينظر إليها لمعرفة المجهود المبذول من قبل مصميمي المناهج التعليمية و القائميين على تطبيقها من أساتذة و مفتشين و مدراء، لمعرفة إنعكاس هذه المناهج على المستفيدين منها "التلاميذ" و لهذا فإن التقييم يجب ان يشمل كل عناصر العملية التعلمية من محتوى المناهج التعليمية و طرائق واستراتيجيات و أساليب التدريس التي ينتهجها المعلمين و تحصيل التلاميذ لمضمون هذه المناهج التعليمية.
مضيفا أن هذا ما قامت به وزارة التربية الوطنية في السنة الماضية عن طريق تجريب أسلوب تقييمي جديد، فبعد ان كانت الامتحانات التقليدية تكتفي بقياس البعد الفكري للتلميذ و مدى قدرة التلميذ على استقبال و تخزين و استرجاع المعلومات فقط، اصبح اليوم امتحان تقييم المكتسبات يشمل عدة ابعاد في شخصية المتعلم وهذا أمر جيد .
ولكن هناك العديد من الأمور يجب أن تتم مراجعتها في هذا الأسلوب التقييمي المستحدث أولها هو تكثيف الندوات التكوينية للأساتذة لشرح فلسفة التقييم و التقويم للمشرفين على الإمتحان، كذلك القيام بدراسة تحليلية للنتائج المتحصل عليها عبر كامل التراب الوطني بخصوص التجربة الاولى لامتحان تقييم المكتسبات للوقوف على الايجابيات لتدعيمها في هذه السنة الجديدة و السلبيات لتعديلها، لأننا لن نستطيع الحكم عن مدى نجاح او فشل هذه التجربة التعليمية ما لم نقوم بدراسة تحليلية ونقدية للنتائج المتحصل عليها من أجل استغلالها أحسن إستغلال.
أما بالنسبة للمدة الزمينة للإمتحان فشدد المتحدث على ضرورة تقليص المدة الزمنية لهذا التقييم التشخصي و توسيعه ليمتد على طول السنة الدراسية يشمل الفصول الثلاث وليس فقط الفصل الاخير حتى يكون التقييم مستمر للتلميذ، بالإضافة إلى الحرص على عدم توقف هذه العملية في طور الابتدائي فقط، بل على وزارة التربية الوطنية ان تعمل على نقل النتائج المتحصل لكل تلميذ من هذا الامتحان إلى الطور المتوسط و على أستاذ في المتوسط أن يواصل المسار التعليمي للتلميذ على اساس هذه النتائج.
من جهته قال الخبير في شأن التربوي "كمال نواري" في تصريح للحراك الاخباري ان هناك عملية تقويم و تصحيح قائمة على امتحان تقييم المكتسبات في الفترة الحالية، العملية انطلقت من المقاطعات التفتيشية على مستوى الولايات بعدها إلى الندوات الجهوية على المستوى الوطني، ثم الندوات الوطنية و التي حضرها كل من له علاقة او صلة بهذا الامتحان من أساتذة و مفتشين و مدراء، بالإضافة الى الشركاء الإجتماعين
وقد تم خلال هذه الندوات تقييم هذا الامتحان و الخروج بمجموعة من القرارت التي سيتم الاعلان عنها لاحقا.
مضيفا انه من بين القرارات التي خرجت بها هذه الندوات هي تقليص عدد ايام هذا الامتحان، بعدما كانت مدة الإمتحان حوالي شهر، قد يتم تقليصها الى النصف، كذلك تقليص عدد المواد فبعد ان كان التلميذ يمتحن في كل المواد من المتوقع ان يتم خفض مواد الامتحان لتقتصر على المواد الاساسية.
هدى بلقاسم