قالت لأنطوني بلينكن (وزير الخارجية الأمريكي) وجها لوجه "الشعب الفلسطيني يستحق أرضه وحريته بقدر ما يستحق الأوكرانيون ذلك"، هي ناليدي باندور وزيرة العلاقات الدولية والتعاون لجنوب إفريقيا، "روح مانديلا" الذي لا تزال ذكراه حاضرة في نضال الشعوب وميراثه خالدا في الضمائر الإنسانية التي تؤمن بالحرية، السلام، والعدالة.
وقبل موقفها الأخير أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي (هولندا) وهي تطالب ب "تنفيذ القرارات التي تحمي الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية"، دعت أياما بعد طوفان الأقصى إلى "مقاطعة المنتجات الصهيونية" ثم قامت باستدعاء بعثتها الدبلوماسية من الكيان المارق وتواصلت مباشرة مع حماس من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الجوعى في غزة. (لم يفعل المطبعون ذلك)
قبل أن تصبح شوكة في حلق نتنياهو تشبعت باندور بإرث بلادها في مواجهة الأبارتايد (الفصل العنصري) وحملت معها الأفكار التحررية اليسارية المناهضة للإمبريالية لتنادي باكرا بضرورة التحرك الدولي لوضع حد للمظلمة المستمرة التي يواجهها الفلسطينيون منذ سبعة عقود.
تقول المناضلة الموشحة بوسام القدس في 2022 "كجنوب أفريقيين، نجد شبهاً في ماضينا مع الفلسطينيين.... أذكر المدافن التي كان علينا إقامتها في ظل اضطهاد جنود الفصل العنصري".
قطعت الطريق أمام الكيان الصهيوني رفقة أصدقائها الأفارقة ومن بينهم الجزائريين فلم يحصل الراغبون في الدخول إلى الاتحاد الإفريقي بتأييد من حلفائهم الجدد على صفة المراقب ووقالت بملء فيها "لا يزالون يحتلون الأراضي الفلسطينية".
طالبت الوزيرة السبعينية بلادها مرارا وتكرارا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني وهي تقول" لا وجود لمبادرة حقيقية لضمان سلام دائم"، لكن دعاة الدين الإبراهيمي الجديد وأصدقاء كوشنر (عراب التطبيع) لا يصدقون ذلك.
العارفون لهذه المرأة الحديدية يؤكدون أن إرثها العائلي المرتبط مباشرة بالمؤتمر الوطني الإفريقي وبالراحل نيلسون مانديلا هو أقوى حليف لها في معركتها الجديدة أمام الكيان الصهيوني، أليست سليلة مناضل لم يستسلم يوما وظل في المنفى إلى غاية سقوط نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا.
وقبل أن تصفها الحكومة الصهيونية بأنها "الذراع القانوني لحماس" وأنها "تتلقى الأوامر من إيران" وأنها "من داعمي داعش" التي لا تعرف عنها شيئا قال عنها الألمان "رمز جنوب أفريقيا الجديدة، الحديثة، المبتكرة، المكرسة للتقدم العلمي" وقالوا أيضاً "قيادية نسائية بارزة".
أما هي فتقول "لطالما أن الفلسطينيون يعلمون بأننا معهم فلن نتوقف ولن نتعب"، تقول ذلك وهي ترتدي وشاحا وهي تستحضر الحديث النبوي الخالد "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما".
لطفي فراج