سلطان الإعلام وسطوته لا ينكره إلا جاحد أو جاهل ... ولا يمكن تصحيح النظر وتقويم البصر تجاه الزوايا إلا بإعلام رصين مكين متين... ينقل نقلا مباشراً فتاوى الشيخ أحمد المغيلي من زاويته العامرة في أنجزمير بولاية أدرار ، ويبث خطب الشيخ الطاهر برايك من مسجد الشاذلية بالأغواط، وينقل نشاطات الزاوية الهبرية من وهران، وينقل درس العقيدة من زاوية الشيح محمد ربيح بالجلفة ، ويبث دروس الفقه على شرح ابن عاشر والرسالة ومختصر الشيخ خليل من زاوية الشيخ الحسان بأدرار، وينقل أوراد الصباح والمساء تارة من زاوية الهامل ببوسعادة وتارة من الزاوية التيجانية بتماسين وتارة من الزاوية القادرية بورقلة... وينقل دروس النحو من عين صالح من زاوية الشيخ المكي، سيبويه عصره كما يلقبونه... وحيثما تكون حِلق العلم في زوايا أدرار وعين صالح والمنيعة بشار وعين الصفراء ومشرية وكرزاز وبسكرة وخالد أولاد جلال وتلمسان ومغنية والوادي والمغير ومستغانم ومعسكر وتيسمسيلت وتيارت والأغواط وعين ماضي والغيشة وحاسي الدلاعة والجلفة ومسعد والمجبارة وميلة وبرج بوعريريج وسطيف وتيزي وزو ... وغيرهم من ولايات الوطن وبلدياته ، حيثما تكون هناك نشاطات تكون كاميرات القناة هناك ، ويكون مراسلوها أئمة وشيوخ.. فيستفيد العامة والخاصة من دروس العلم ويستمعون لحِلق الذكر والقرآن ويرون رأي العين أنوار وأسرار وبركات الزوايا وما فيها من كنوز وخبايا وعطايا... لأن تصحيح المرجعية الدينية للبلاد لا يحتاج إلى مشايخ على قدر كبير من العلم فقط، بل يحتاج أيضا إلى إعلام مزلزل مجلجل و على درجة عالية من الوعي، وينبغي لمشايخ الزوايا والطرق الصوفية، وطلبة الزوايا أن يتكيفوا مع هذا العصر الإعلامي الذي طغت عليه بهرجة الصورة بشكل لافت ... ينبغي لمشايخ العلم في الزوايا أن يلبسوا لكل حال لبوسها... لكن مشروع إنشاء قناة فضائية ناطقة باسم الزوايا ليس من السهل إقامته لأنه يتطلب أموالا كبيرة جداً ليست في وسع مشايخ الزوايا... وهذا مشروع دولة ينبغي لها أن تتبناه لعله يقضي على وهبنة المجتمع الجزائري ويفتح عيون الأجيال الجديدة من الشباب على واقع جديد لم يعرفوه من قبل ... واقع اجتهاد الزوايا في تحفيظ كتاب الله... واقع الدروس العلمية التي تُلقى في الزوايا.. واقع اجتماع عشرات الطلبة وتزاحمهم على تعلم الأدب الراقي والسلوك الحميد... واقع الذكر الجماعي الذي يهز القلوب هزاً ويؤزها أزاً ... وخير مثال على ذلك الدروس المحمدية التي تغطيها وسائل الإعلام والصحافة من الزاوية الهبرية في سيدي معروف بوهران... فقد عكست هذه الدروس صورة جميلة عن الزوايا صححت الكثير من الأوهام... فكيف بقناة فضائية تعمل 24 ساعة متواصلة؟
عبد القادر الجيلالي