الحراك الإخباري - سميح و نجيب ساويرس..المال و السياسة و الوطنية
إعلان
إعلان

سميح و نجيب ساويرس..المال و السياسة و الوطنية

منذ 10 أشهر|رأي من الحراك

عن المال و السياسة و المصلحة العليا للوطن


توقف الملياردير المصري سميح ساوريس (شقيق نجيب الذي دخل الجزائر في بداية عهد بوتفليقة عبر شركة جيزي للهاتف النقال و استطاع ان يحول حوالي 500 مليون دولار ارباح خارج الجزائر!) عن الاستثمار في بلده مصر و قرر سحب امواله و الدخول في مشاريع خارج مصر، هذا الخبر نشره سميح في تويتر قبل ايام قائلا: " توقفت عن الاستثمار في مصر لان الرؤية ليست واضحة و الان ذاهب للتفاوض على المشاريع في المملكة العربية السعودية" و اضاف " عاشت المملكة الجاذبة للاستثمار"

و دائما على تويتر رد على سميح بعض المصريين و منهم من غرد: "رجل الاعمال اللي خايف على مصالحه و يسيب بلده و يسيء لها في عز ازمتها الاقتصادية، زيه زي بالضبط الجندي الجبان اللي خايف على حياته و بيهرب من عز المعركة اللي تخوضها بلده!"

و تعرف مصر أزمة مالية و اقتصادية خانقة بسبب ارتفاع الاسعار الى مستويات قياسية و انخفاض الجنيه المصري امام الدولار بشكل غير مسبوق، و قد لجأت الحكومة المصرية الى صندوق النقد الدولي للحصول على قرض مما سيثقل كاهلها بمديونية خارجية تجاوزت 160 مليار دولار في نهاية 2022 حسب ارقام رسمية.

ما يحدث في مصر و النقاش الدائر بين النخب المصرية حول حق رجل الاعمال سميح ساويرس (هناك كلام ايضا عن شقيقه نجيب الذي يكون في مرحلة التفكير في الاستثمار خارج مصر) في سحب ماله و استثماره في الخارج بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة و بين واجب سميح ساويرس في الإبقاء على ماله داخل بلده و عدم المساهمة في نشر اليأس المالي و الاقتصادي في مصر، هذا النقاش يهم الجزائريين لانه يطرح قضية دور رجال المال و نفوذهم و تأثيرهم في منظومة الحكم بشكل عام، و قد كشفت تجربة مجموعة الOligarchie الجزائرية (علي حداد، طهكوت محي الدين، عمر بن اعمر، كونيناف…) خطر تداخل المال مع السياسة، فقد تم تفقير ممنهج لبلد غني جدا في عشرية واحدة باعتراف رئيس الحكومة السابق احمد اويحي (المسجون بسبب قضايا فساد و منها بيع في السوق السوداء سبائك ذهب اعطيت له هدية من طرف امير خليجي!) الذي صرح امام نواب الشعب اشهر قبل اندلاع الحراك الشعبي" لا نملك المال لدفع رواتب الموظفين"، و كان هذا التصريح قد اثار دهشة الشعب الجزائري الذي استغرب و استهجن هذا متسائلا: اين ذهب المال؟

استطاعت هذه المجموعة من رجال المال من الاستحواذ على القرار السياسي من خلال شراء ذمم رؤساء حكومات (احمد اويحي، عبد المالك سلال، نورالدين بدوي كلهم في السجن اليوم) و استعمال سعيد بوتفليقة (في السجن ايضا) شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي فقد القدرة تماما على السيطرة على دواليب السلطة منذ 2013 بعد ان اصيب بجلطة دماغية، و اصبح سعيد هو الحاكم الفعلي للبلد لعشرة سنوات.

و يستعمل الخارج الازمات المالية و الاقتصادية داخل الدول للتدخل في شؤونها الداخلية عن طريق الهيئات
المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي و البنك العالمي، و يكون القرض مصحوبا دائما بشروط تمس باستقلال الدولة و سيادتها ( مصر، تونس، المغرب، لبنان…)

و قد تفطنت الجزائر في عهد الرئيس عبد المجيد تبون الى مسألة المال و السياسة و المصلحة العليا للوطن بسن قوانين صارمة و رادعة تقطع الطريق على رجال المال من ان يكون لهم دورا سياسيا او نفوذا داخل اجهزة الدولة، و ما تعيشه مصر اليوم من مشاكل اقتصادية مالية اجتماعية و دور رجالات المال السلبي فيها يؤكد صواب التوجه الجزائري و يسكت من لا يزال داخل الجزائر يحلم بل يناضل من اجل الليبرالية الغربية حيث تتحكم اقلية من اصحاب المال في مصير مئات الملايين من الناس.

احمد العلوي

تاريخ May 14, 2023