أعطت وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة مليكة بن دودة، صباح اليوم الإثنين 6 أكتوبر 2025، من قاعة المحاضرات التابعة للمعهد الوطني العالي للسينما بتيبازة، إشارة انطلاق الموسم الجامعي الجديد (2025/2026) للمدارس والمعاهد العليا للفنون والتراث، بحضور والي الولاية علي مولاي، والمدير العام للتلفزيون الجزائري محمد بغالي، إلى جانب نخبة من الفنانين في مقدمتهم المخرج أحمد بجاوي.

وشهدت المناسبة زيارة معرض تعريفي حول المعهد الوطني العالي للسينما ومختلف مرافقه البيداغوجية والفنية، إلى جانب معرض مشترك للمدارس والمعاهد العليا للفنون والتراث أبرز تنوع التخصصات الفنية والبحثية التي تُكوَّن فيها الكفاءات الوطنية.

وخلال محاضرتها الافتتاحية، أكدت الوزيرة أن الفن والثقافة يمثلان بحثًا دائمًا عن الجمال وبناءً للفضاءات العمومية بالقيم الجمالية، معتبرة أن الإنسان كائن ثقافي لأنه في جوهره كائن جمالي، وأن تاريخ الحضارة الإنسانية هو في جوهره “تاريخ البحث عن كل ما هو جميل”.

وأضافت الدكتورة بن دودة أن هذه الانطلاقة ليست مجرد موسم دراسي جديد، بل هي دعوة للتأمل في موقع الجزائر ثقافيًا ضمن المشهد العالمي، ولتحفيز طلبة الفنون والتراث على صون الهوية الوطنية وتجديدها من خلال الإبداع والمساهمة في بناء الوعي الجمالي والحضاري.

كما كشفت الوزيرة أن عدد الطلبة المسجلين عبر المدارس والمعاهد العليا للفنون والتراث بلغ 735 طالبًا وطالبة في مرحلتي الليسانس والماستر، في ارتفاع يعكس تزايد اهتمام الشباب الجزائري بالتخصصات الفنية والمهنية، مؤكدة أن هذا التطور يمثل مؤشرًا إيجابيًا على نجاح سياسة الدولة في ترسيخ التكوين الفني كمسار أكاديمي معتمد يخدم الاقتصاد الثقافي الوطني.

وشهد الحدث إمضاء عدد من اتفاقيات التعاون بين وزارة الثقافة والفنون ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والمركز الوطني للسينما، والمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، بهدف دعم التكوين الفني والبحث التطبيقي.

واختُتم الحفل بتكريم أساتذة متحصلين على التأهيل الجامعي وآخرين محالين على التقاعد، تقديرًا لمسيرتهم الأكاديمية والفنية، وسط أجواء احتفالية عكست روح التفاؤل والطموح للنهوض بالثقافة والفنون في الجزائر.