ظل محل " ديسكو مغرب" مغلقا لسنوات ، وكان إلى غاية جوان الماضي مجرد ركن مهمل بشارع شارلومان بوهران إلى أن جاء فيديو كليب د يدي سناك الذي حقق أزيد من أربعين مليون مشاهدة ليعيد الروح للمكان و يعيد صاحبه " بوعلام بن حوى" إلى الواجهة و يبعث فيه الحماس للعودة لبدايات المغامرة التي قادته من عالم الملاكمة و حولته من بائع بسيط في سوق الكاسيت إلى مدير أكبر دار نشر موسيقية في البلاد.
كان يجب أن ينتظر بوعلام " ديسكو مغرب" أغنية سناك ليقرر إعادة إطلاق الدار سبتمبر المقبل لكن وفق منظور جديد حيث يعتزم إعادة تسجيل خزان الأغاني الذي سبق و أصدرته الدار طيلة مشواره عبر المنصات الرقمية يقول انه قرر توقيف نشاط الدار من قبل بسبب القرصنة التي أثرت كثيرا على نشاطه لكنه مقتنع أن "ديسكو مغرب" أضحت جزء من ذاكرة الراي خاصة و أنها ظهرت في الوقت الذي كان فيه هذا النوع من الأغاني محرما و غير مقبول رسميا حيث كان يحضر الترويج لاغاني الراي عبر الإذاعة و التلفزيون و حتى الصحافة و كان المنتجون يتكفلون بالترويج لسعلتهم بأنفسهم عبر المقاهي و المطاعم و وشارع المدينة رغم الحظر الرسمي كانت ثورة الراي قد انطلقت و أخذت في شق طريقها و فرض نفسها على الساحة يقول عمي بوعلام أن انتشار الراي وقبوله في الدواليب الرسمية جاء بعد أن سافرت هذه الأغنية إلى الخارج و عادت عبر القنوات الفرنسية .
عاد بنا بوعلام بن حوى للسنوات الأولى عندما قرر سنة 1980 إطلاق الدار و هو يخرج من مهنة بائع الكاسيت إلى مهنة المنتج الموسيقي أنه في البداية عارض حتى كبار الفنانين أمثال بلاوي الهواري و رابح درياسة هذا النوع الجديد من الأغاني لكنه واصل في الانتشار و تحقيق الأرقام الخيالية.
يتمتع بوعلام بحوى بحس فني يجعله يستشف و يستبق تلمس الأصوات والمواضيع التي من شأنها أن تحدث الضجة و تحقق النجاح حيث يروي إحدى تلك القصص قائلا :" إبان حرب الخليج اتصلت بالمازوني وقلت له جد لنا كلمات حول هذا الموضوع بعد ثلاث أيام أعاد المازوني الاتصال بي وقدم له أغنية " ازدم ازدم يا زدام" التي صنعت نجاحا فاق التوقعات داخليا وخارجيا لان البعض ترجم كلمة " أولاد الحرام" بمعناه الحرفي و تم تداولها على نطاق واسع في فرنسا وأمريكا على أساس أن مغني جزائري يسب الرئيس الأمريكي فزاد الطلب عليها.
و طبقا لهذه القاعدة صنع بوعلام ديسكو مغرب العديد من النجوم أمثال فضيلة و صحراوي و مامي وخالد والزهوانية الشاب حسني و غيرهم " كنا مثل عائلة واحدة نناقش و نتشاور و نحتفل و نفرح بالنجاح الذي يحققه أي واحد من الفنانين لأننا كنا مقتنعين انه القاطرة التي تجر البقية ".
يقول بوعلام ديسكو مغرب أن الأصوات التي دخلت في السنوات الأخيرة مجال أغنية الراي أساءت إليه و فقدت الأغنية الرايوية الكثير من بيرقها مع "ديسكو مغرب" كنا نركز على الأصوات التي يجب أن تكون جميلة و المواضيع التي يجب أن تلمس عاطفة الناس و مدى ارتباطها بواقعهم كان الفنان يغني عن الغربة و عن المحنة و عن الأب و عن الأم و عن الحب"..حاليا صحيح هناك بعض الأصوات التي يمكنها أن تذهب بعيدا لكن الأغلبية صارت تسيء إلى هذا الفن.
عن لقاءه مع دي جي سناك قال بوعلام بن حوى انه تم عن طريق صديق قديم هو في الأصل كاتب كلمات يدعى أحمد حمادي سبق وكتب لنصرو وخالد و حسني يقول عمي بوعلام انه استقبل دي جي سناك واعاد فتح المحل و تم تصوير الاغنية بداخلها يقول ان
دي جي سناك تربي على سماع اسم "ديسكو مغرب" عن طريق احد اخواله الذي كان محبا لاغاني الراي فأراد إعطاء عنوان لكليبه الاخير فكان ديسكو مغرب مدخلا و يضيف متحدثا عن هذا الشباب ذو الاصول الجزائرية الذي الهب مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو عمره دقائق فقط فيقول ربته امه على حب الجزائر فكان دائم التعلق بها و يزور قبر جدته في وهران .
و يعترف بوعلام بن حوى بفضل دي جي سناك في اعادة المحل و معه قصة عشرية كاملة في صناعة النجوم الى الواجهة و يعد جمهوره بالعودة في سيبتمبر المقبل و المواصلة على نفس النهج في صناعة الاسماء فهل يعود محل ديسكو مغرب الى سابق عهد و لو من بوابة المنصات الرقمية .
م.عدوية