رفضت إسرائيل اليوم اقتراح امريكا و فرنسا من اجل وقف اطلاق النار مؤقت لمدة 21 يوما في لبنان و لا يهمها إذا كان هذا الرفض سوف يخدش مشاعر جو بايدن المنتهية ولايته او ايمانويل ماكرون الذي فقد السيطرة حتى على تسيير الشأن الداخلي الفرنسي.
و لكن إذا تفحصنا جيدا في دلالة رفض إسرائيل المقترح الأمريكي و الفرنسي بوقف اطلاق النار في لبنان نفهم بان الاقتراح من لحظة اقتراحه إلى لحظة رفضه هو عبارة عن مسرحية موجهة الى السذج من الجمهور الدولي عموما و العربي خصوصا، لانه لا يمكن ان يتصور عاقل بان الإبادات الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين و في لبنان ممكنة بدون دعم عسكري و مالي و اعلامي امريكي، من سابع المستحيلات ان تفعل إسرائيل ما تفعل بدون امريكا.
اما فرنسا فدورها ثانوي في هذه المسرحية لانها تلعب فيها دور الكومبارس الذي يبقى خلف الستار و يظهر من حين إلى آخر فقط من اجل الظهور الشكلي دون ان يأخذ الكلمة او يضيف شيئا جديدا للمشهد السرحي.
ان انخداع بعض الجمهور بمسرحية محاولة امريكا وقف الهجومات الارهابية على لبنان يؤكد مدى السيطرة الغربية على وسائل الإعلام العالمية و قدرتها على فرض سردية على المقاس تخدم اهداف امريكا عموما و إسرائيل خصوصا.
كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة يقول المثل الصوفي، لم يعد من الممكن للمتابع للاحداث في الشرق الأوسط اليوم ان يصدق الرواية الصهيونية الامريكية لان ابادة الاطفال و النساء في غزة ما كان ليكون دون سلاح امريكا و قنابل امريكا، و لو توقفت امريكا و لو اسبوعا واحدا من الدعم بالسلاح لتوقفت المجزرة بكل تأكيد.
ان ضرب لبنان اليوم هو استمرار لضرب غزة امس و لا حل لوضع حد للاحتلال الاسرائيلي إلا بالمقاومة و التضحية و الصبر و الثبات. اما مسرحيات امريكا و فرنسا و بقية الدول الغربية فهي مجرد مسرحيات موجهة لإلهاء الشعوب و تضليلها و توجيهها ضد بعضها البعض حتى يستمر الاحتلال.
احمد العلوي