افرغ الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة العمل النقابي من ماهيته و محتواه، فلم يعد النقابي يعمل من اجل تحسين الظروف المهنية و الاجتماعية للعمال الذين انتخبوه بل اصبح اداة طيعة في يد السلطة تستخدمه من اجل تأييدها و التطبيل لها خاصة في المواعيد الانتخابية، و كان النقابي يتلقى مقابل هذا التأييد و التطبيل مزايا غير مستحقة و في ظرف بضعة سنوات تشكلت طبقة نقابية غنية باتت اقرب الى ارباب العمل منها الى العمال و الكادحين.
و خير مثال على هذا هو عبد المجيد سيدي سعيد الامين العام السابق للاتحاد الوطني للعمال الجزائريين، فقد اصبح يمثل النموذج الاقبح للانحراف في العمل النقابي، سيارات فاخرة فيلات فاخرة حراسة مشددة لحمايته سفريات الى الخارج تنظيم مهرجانات للتطبيل السياسي للسلطة..اكثر من ذلك تشكيل تحالف غريب عجيب مع منظمة ارباب العمل FCE الذي كان يترأسها علي حداد..فلم يعد عبد المجيد سيدي سعيد نقابي يدافع عن الكادح بل انسلخ من جلده و اصبح يدافع عن الطبقة الهوليغاركية oligarchie بعدما اصبح ملياردير تماما كما علي حداد و محي الدين طحكوت..
اين عبد المجيد سيدي سعيد اليوم؟ اين علي حداد؟ اين محي الدين طحكوت؟ في السجن طبعا بسبب الفساد..
و تكمن الاشكالية اليوم في كيف تسترجع النقابة مصداقيتها؟ ما الذي يتوجب ان يقوم به النقابي اليوم ليستعيد شرف النضال النقابي؟
هل يقبل المسؤول النقابي العمل دون مقابل من طرف السلطة التنفيذية؟ هل يقبل المسؤول النقابي العمل بعيدا عن اضواء السلطة و بهرجتها و يكتفي بالعمل لصالح العمال و فقط؟ هل توجد نخبة نقابية مستعدة لاحداث القطيعة مع الفساد النقابي الذي طبع عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمدة عشرين سنة؟ هل يعقل ان تعمل 34 نقابة في قطاع التربية مثلا؟ لماذا لا تتوحد نقابات التربية مثلا في تنظيمين او ثلاثة بدل 34 نقابة؟ من هي الزعامات الجديدة داخل النقابات؟ ماذا تريد؟ كيف تساهم في ضمان جو داخل عالم الشغل يشجع المردودية و الابداع والابتكار؟
ان واقع العمل النقابي لا يسر الناظرين و النخبة النقابية مطالبة بهبة حقيقية تعيد الاعتبار للنضال النقابي الوطني من اجل مصلحة الطبقة الكادحة و من اجل الاقتصاد الوطني، هذه هي اولوية الاولويات في قطاع النقابات اذا كانت فعلا تريد ان تتجاوز البوتفليقية و تطرق باب العهد الجديد.
احمد العلوي