من زار مستغانم و لم يمر بسيدي لخضر بن خلوف كأنه لم يمر بالمدينة، فمقام الشيخ والمجاهد و الناسك الشاعر سيدي لخضر بن خلوف واحد من أعلام ومعالم مدينة مستغانم الجميلة والهادئة يقع على هضبة عالية محاطة بالأشجار.
يتربع مقام سيدي لخضر في هضبة مطلة على مساحات شاسعة من الخصرة، فالنساك لا يقيمون خلواتهم إلا في الأعالي كأنها إشارات أن من يبغي زياراتهم عليه أن يتحمل مشقة الصعود فالسير يطهر الجسد والنفس أيضا.
يستقطب مقام سيدي لخصر بن خلوف الجموع طوال السنة من السواح والزوار والفضوليين ومن يسعون وراء اكتشاف أسرار الشيخ المجاهد ومنها أسرار النخلة التي تتوسط صحن الزاوية أو المقام.
يقول مقدم الزاوية أن النخلة هي من تحرس الضريح، وحسب ما تداوله الرواة فإن سيدي لخصر بن خلوف قد أوصي بدفنه قرب النخلة بقوله "النخلة المثبتة من بعد اليبوس، حذاها يكون قبري يا مسلمين"، هذه كانت وصية سيدي لخضر، وهذه الوصية صارت فيما بعد أسطورة ضمنت للنخلة الخلود كأقدم نخلة في العالم يتجاوز تاريخها ستة قرون.
ورغم أنها تعرضت للقطع زمن الإرهاب لكنها عادت لسيرتها القديمة وبقيت حارسة لقبر الناسك الزاهد.
بجوار الضريح المغطي بإزار أخضر جميل وبجانبه مصحف كبير بزخارف، وجدنا بعض من جاء للزيارة لأسباب مختلفة جاءوا يطلبون البركة في مقام الشيخ سيدي لخضر.
تقام هنا بمقام سيدي لخضر وعدة سنوية يحضرها الناس من مختلف جهات الوطني تدوم يومين كاملين، تتوشح ب "الركب" الذي يقود أحفاد الولي الصالح وأبناء المنطقة في زيارات ل"سيدي بلقايم" ثم "سيدي تيغنيف"، وأخيرا "سيدي لخضر " الذي تختتم به الزيارة بتلاوة القرآن الكريم وترديد قصائد لخضر بن خلوف التي قالها في مدح النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن أبيات من إلياذته الشهيرة التي وصف فيها معركة مزغران في 26 أوت 1558 ضد الإسبان، هناك تقام الوعدة أو " الطعام" بحضور الزوار من مختلف جهات الوطن . يرى بعض من وجدناهم في الزاوية أن الزيارة السنوية لها فوائد اجتماعية مثل التكافل والتواصل وربط أواصر الإخوة والصداقة بين أبناء الوطن الواحد.
يقام بضريح سيدي لخضر بن خلوف مهرجان سنوي للشعر الشعبي يتبارى فيه الشعراء في استعادة إرث كبير هو الشعر الشعبي الذي يعتبر خزان للذاكرة الوطنية خاصة في زمن الإستعمار الفرنسي أين كان الشعراء جنود في ثوب مدني ينقلون الرسائل ويصفون المعارك ويحفظون الأثر.
ففي مقام سيدي لخصر بن خلوف مازال الزوار يرددون حكمته" نخلة دايرة مايلة ملمتنا كي العايلة"
روبورتاج: عدوية. م