الحراك الإخباري - الاستثمار في الاستقرار
إعلان
إعلان

الاستثمار في الاستقرار

منذ سنة|رأي من الحراك


الاستقرار السياسي و الاجتماعي هما شرطان لا بد منهما لتكون سنة 2023 سنة خير ونمو و خلق مناصب الشغل الجديدة، بالاستقرار كل شيء ممكن و بدون استقرار لا شيء ممكن، هذه هي المعادلة بكل بساطة.

لذلك بات من الضروري الاستثمار بقوة في الاستقرار و يكون ذلك عبر الاستمرار في محاربة الفساد حتى يقتنع المواطن البسيط بان دولته دولة عادلة و بان القانون فوق الجميع. فاذا شعر المواطن بالاطمئنان لن يتردد في الانخراط في مسعى الدولة الرامي الى التغيير و التجديد و الخروج نهائيا من البوتفليقية المقيتة..

الاستثمار في الاستقرار يكون ايضا بالتوجه بقوة لخلق الثروة وفق خطة مضبوطة هدفها الاول رفع الدخل القومي العام من حوالي 170 مليار دولار الى 200 مليار دولار حتى نلتحق بقاطرة مجموعة البريكس قبل نهاية 2023، و يكون هذا بمضاعفة القدرات الانتاجية و مضاعفة الصادرات، ف 7 مليار دولار خارج المحروقات في سنة 2022 رقم جيد و لكنه غير كافي، بل يجب العمل على تحقيق 50 مليار خارج مبيعات الغاز و النفط في المدى المتوسط اي قبل 5 سنوات.

الاستثمار في الاستقرار يعني ايضا اعطاء الجيش كل الإمكانات البشرية و المادية لحماية الجزائر في زمن دقيق و حساس و خطير، فقد اثبتت سنة 2022 ان الدول التي لا تملك جيشا تقع حتما تحت نفوذ و سيطرة الدول التي تملك قوات مسلحة متطورة، الاتحاد الاوروبي و رغم قوته الاقتصادية الا انه يخضع تماما لاملاءات الولايات المتحدة الاميركية لانها تملك من القوة العسكرية و الاستخباراتية ما لا تملكه اوروبا، و هذا بات واضحا في الحرب الروسية الاوكرانية.

الاستثمار في الاستقرار يمر ايضا عبر بوابة محاربة البيروقراطية و إطلاق سراح عبقرية الشباب الجزائري، اثبتت سنة 2022 ان مؤسسة Yassir مثلا التي وصلت الى العالمية تعرضت الى ديكتاتورية الإدارة رغم كونها رقما كبيرا في الجزائر بل في منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا، و كان تدخل الدولة سريعا و فعالا باصدار قانون مسهل و يشجع على نشاط الموسسات الناشئة في الجزائر. ان وجود مؤسسات مثل Yassir و غيرها إشارة ايجابية جدا و دليل ان الدولة باتت تعي دقة و خطورة البيئة المشجعة او المثبطة.

ان فتح المجال للاجانب الراغبين في زيارة الجنوب الكبير بحصولهم على الفيزا في المطارات في الجزائر نقطة ايجابية تحسب لصالح الحكومة و تدل على براغماتية الرئيس عبد المجيد تبون، لا يختلف اثنان ان هذا القرار يخدم الاف الجزائريين في الجنوب و هذا من صميم الاستثمار في الاستقرار.

ان الاستثمار في الاستقرار هو في واقع الامر استثمار في مستقبل افضل لكل الجزائريين، و اذا كانت مقاربة تبون هي الاستثمار في الاستقرار فلا يتصور ان يعارضه احد في مسعاه الا اذا كان مجنونا سفيها.

احمد العلوي

تاريخ Jan 1, 2023