أكد عبد الكريم عويسي الأمين العام لوزارة الطاقة اليوم الاثنين أن التحولات الهيكلية الجديدة في مشهد الطاقة العالمي، أثرت تأثيرا كبيرا على أسواق وتدفقات الطاقة بحيث تراجعت الاستثمارات البينية في مجال الصناعة البترولية والغازية، مما سيؤثر حتما على أمن الطلب العالمي للطاقة المتزايد وتحقيق التوازن بين العرض والطلب.
وخلال إشرافه على افتتاح أشغال الطبعه الحادية عشر للصالون الدولي للصناعة البترولية والغازية في شمال إفريقيا " ناباك 2023" بمركز المؤتمرات محمد بن احمد، بولاية وهران، ممثلا عن وزير الطاقة محمد عرقاب، أكد عويسي، أن الجزائر تسعى بحزم الى تحقيق انتقال طاقوي بشكل تدريجي عبر اعتماد مزيج طاقوي أكثر تنوعا يأخذ بعين الإعتبار كل الطاقات المتاحة والأقل تكلفة والأكثر نظافة، كما أشار إلى أن الجزائر تواصل مجهوداتها في أنشطة البحث والاستكشاف وتوسيع قاعدة احتياطاتها وزيادة قدراتها الإنتاجية، مع تحسين نسبة الإسترجاع لاحتياطاتها من المحروقات وتثمين وتطوير الصناعة البتروكيماوية والنقل، وكله في إطار تعزيز مكانتها كمورد يحظى بالمصداقية والموثوقية في السوق الدولية، حيث أدرجت الجزائر في إطار الاستثمار في قطاع المحروقات عن طريق سوناطراك استثمارات كبيرة بقيمة 42 مليار دولار خلال الفترة 2023\2027، منها أكثر من 14 مليار دولار مخصصه لمشاريع الغاز.
وقال الأمين العام، أن الجزائر أطلقت برنامج هام لتطوير الطاقات المتجددة ولاسيما للطاقة الشمسية يهدف إلى إنجاز قدرة إجمالية تبلغ 15 ألف ميغاوات في آفاق 2035، منها 2000 ميغاوات سوف يتم الشروع في إنجازها قريبا من طرف سونلغاز، كما تعمل الجزائر على الحد من الارتفاع المتزايد للطلب على الطاقة وترشيد الاستهلاك والعمل على تطوير شعبة الهيدروجين احتراما منها لالتزاماتها المناخية وتماشيا مع برنامجها من حيث الانتقال الطاقوي.
وتابع عبد الكريم عويسي أن هذا اللقاء سيسمح لمختلف الأطراف الفاعلة الى تعزيز الحوار موضوع مصادر وانماط الطاقة وبحث ودراسة فرص التعاون والشراكة والاستثمار وكذا مناقشة التحديات من اجل تحقيق انتقال طاقوي سلس يلبي حاجيات المواطنين وحاجيات الاقتصاد الوطني من خلال توفير مصادر طاقة نظيفة ومستدامة وآمنة، وكذا تعزيز قدراتنا.
أما في مجال الحفاظ على البيئة، أشار الأمين العام الى أن الجزائر انخرطت وبشكل كامل في الديناميكية الدولية لمكافحة تغير المناخ والحد من البصمة الكربونية، على غرار برامج سوناطراك للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وخفض الحجم الإجمالي للغاز المحترق الى أقل من 1% بحلول 2030، وانضمامها الى مبادرات مثل مبادرة التخلص من الحرق الروتيني للغاز بحلول عام 2030، بالإضافة إلى استثمارها في مجال التخزين الطبيعي للكربون بقيمة 1 مليار دولار في مشروع اعادة تشجير مساحة اجمالية تشمل 420 مليون شجرة على مدى عشر سنوات
وتشكل الطبعه الحادية عشر للصالون الدولي للصناعة البترولية والغازية في شمال افريقيا " ناباك 2023" موعدا لمناقشة التحول الطاقوي التدريجي ومستقبل الطاقات الاحفورية في السياق الطاقوي العالمي. والتي تجمع العاملين في قطاع النفط والغاز وموردي المنتجات والخدمات المتعلقة بقطاع الطاقة.
التحرير