الحراك الإخباري - فاي منديلا السنغال ... من السجن إلى الرئاسة
إعلان
إعلان

فاي منديلا السنغال ... من السجن إلى الرئاسة

منذ 4 أسابيع|الأخبار

 

في أول خطاب له بعد فوزه بالرئاسة في بلاده السنغال بعث الرئيس الذي كان إلى وقت قريب يقبع في سجن "كاب مانوال" برسائل للحلفاء والخصوم، وللداخل والخارج وللشركاء الأفارقة.

رسائل فاي 

وقال بصيرو ديوماي فال Bassirou Diomaye Faye الذي نال قرابة 54 في المائة من أصوات الناخبين في رسالته الأولى أن السنغال "ستظل حليفا آمنا وموثوقا به لأي شريك سينخرط معها في تعاون شريف ومحترم ومثمر للطرفين".

ولم يخفي فاي خلف هذه الرسالة المبطنة عزمه العمل "من أجل إحداث تغييرات داخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس ECOWAS )" التي تنتمي لها السنغال.

وبهذا الخصوص أطلق فاي في خطابه الطويل نداء للدول الإفريقية المجاورة للعمل معا من أجل تعزيز المكاسب التي تم تحقيقها ضمن آليات التكامل في منظمة (إكواس)، مع تصحيح نقاط الضعف وتغيير بعض الأساليب والاستراتيجيات والأولويات السياسية"، لاسيما بعد الأزمات المتتابعة مع مالي وبوركينافاسو وغينيا والنيجر وانسحاب ثلاثي الساحل وإنشائهم لحلف جديد.

وللداخل امتطى الرئيس المنتخب الأغلبية الانتخابية التي تحصل عليها من أجل التأكيد على وجوب القطيعة مع نظام الرئيس المنتهية ولايته ماكي سال Macky Sall والتي عرفت في الأشهر الأخيرة أحداث دامية مع المعارضة السنغالية كادت تعصف بالبلاد.

وحول أولويات عهدته الأولى ذكر فاي أنها "المصالحة الوطنية وإعادة بناء المؤسسات والتخفيض الكبير لتكاليف المعيشة" للشعب السنغالي الذي يعاني من التضخم وتراجع القدرة الشرائية والبطالة والهجرة.


فاي أصغر رؤساء السنغال 

في منتصف عقده الرابع يبدو الرئيس المنتخب الذي لم يتولى من قبل أي منصب وطني مهيئ للتحديات المقبلة، فقد عمل قبلا كمفتش للضرائب ولديه ماجستير في القانون نالها من جامعة الشيخ آنتا جوب وهي كبرى الجامعات السنغالية.

وإلى جانب خلفيته القانونية نجح فاي في امتحان القبول بالمدرسة الوطنية للإدارة وتخرج منها متخصصا في الإدارة الجبائية.

واقتحم الرئيس الجديد الحياة السياسية متأثرا بخطابات رفيق دربه ومرشده السياسي وعرابه الحزبي عثمان سونكو Ousmane Sonko قبل أن يدخل سجن كاب مانوال بالعاصمة السنغالية داكار ويمضي به 11 شهرا بتهمة التشهير بالنظام.

وقبل 10 أيام من الانتخابات الرئاسية استفاد فاي من قانون عفو شمل أيضا رفيقه عثمان سونكو زعيم حزب باستيف Pastef المحظور الذي ينتميان إليه ودعمه بعض السياسيين البارزين ووجوه المعارضة إلى غاية فوزه بمقعد ماكي سال.


فاي...فأل حسن

وسيكون فاي الذي ينتمي إلى قرية نديا جانياو الفلاحية بإقليم أمبور (غرب) خامس رئيس للسنغال وأصغر الرؤساء سنا في البلد الواقع في غرب إفريقيا ويبلغ عدد سكانه 18 مليون نسمة، كما سيواجه التحدي الأساسي وهو الحفاظ على الاستقرار السياسي لداكار وسط محيط إقليمي مضطرب شهد منذ 4 سنوات فقط ثمانية انقلابات عسكرية.

وفي الوقت الذي كان فيه فاي يتلقى التهاني من الرئيس السابق ماكي سال ومنافسه الأبرز أمادو با Amadou Ba والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وآخرون ارتفعت سندات السنغال الدولية مدعومة بالانتقال السلس للسلطة والجو الهادئ الذي جرت فيه الانتخابات وعرف مشاركة ملايين السنغاليين في هذا الاستحقاق الذي كان خلال شهر فبراير الماضي على كف عفريت.

وإلى جانب ذلك، حظي الاقتراع برضا المجتمع الدولي، وخصوصا الاتحاد الأوروبي الذي أوفد فريقا لمتابعة الانتخابات حيث ترتبط السنغال بعلاقات وثيقة مع الغرب بخلاف الجوار الإقليمي الذي بدأ يبحث عن حلفاء جدد بعيدا عن فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية تحت ثأثير الحاكم الجدد من ذوي البذلة العسكرية.

ويأمل السنغاليون أن يؤتي فوز ديوماي فاي أوكله فيبدأ سريعا في تنفيذ أجندته السياسية التي تحمل في جعبتها الكثير من التغييرات السياسية والاقتصادية وأن ينهي الاضطرابات الحادة التي عرفتها السنغال منذ ثلاثة سنوات بالموازاة مع تحقيق الوثبة التنموية المطلوبة كمنتج واعد للمحروقات وبلد سيد على موارده من النفط والغاز طبيعي.

لطفي فراج

تاريخ Mar 28, 2024