الحراك الإخباري - تبون و التدرج في التغيير
إعلان
إعلان

تبون و التدرج في التغيير

منذ اسبوعين|رأي من الحراك


تغيير على رأس الحكومة، و تغيير آخر على رأس الافلان، و تحديد مهام مستشاري الرئيس بموجب مرسوم نشر في الجريدة الرسمية، و قبل ذلك تغيير على رأس سوناطراك، و بعد ذلك تغيير على رأس وكالة عدل للسكن،..ومن المرتقب ايضا تغيير بعض الوزراء في أعقاب تغيير رأس الجهاز التنفيذي..هو وقت التغيير إذن، وتوقيته له دلالته و رمزيته، حيث جاء قبل حوالي سنة من موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نهاية سنة 2024. 


فما هو اسلوب هذا التغيير و ما هي اهدافه و دلالاته؟ 


يمكن القول بان التغيير كما يطبقه الرئيس عبدالمجيد تبون على أرض الواقع منذ استلامه زمام السلطة، هو تغيير تدريجي سلس، الهدف منه تحقيق الهدف خطوة خطوة دون تكسير المنظومة، وإن كان جزء كبير منها فاسد، حتى لا تتعطل ولا تتوقف الدولة عن أداء وظائفها، لأن توقف الدولة و لو لحظة عن العمل كارثة حقيقية يدفع ثمنها المواطن البسيط قبل المسؤول الكبير. هذا هو اسلوب تبون في التغيير: التدرج و السلاسة بدل "الثورة" و خلق فوضى لا تحمد عقباها. 


اما هدف التغيير الاول و الاخير فهو استبدال منظومة حكم فاسدة استولت على مقاليد الحكم، نجح اعضاؤها الى حد كبير في "خصخصة" الدولة و تحويرها عن مسارها الطبيعي الذي هو خدمة الشعب الجزائري دون سواه، الهدف هو اذن استبدال الفاسد الخائن بالوطني الكفئ، و ما استمرار محاكمة "جماعة" العصابة الى يوم الناس هذا رغم الضغط بالمال و الجاه و احيانا حتى بالخارج الا دليل على ان تبون لن يحيد عن هدفه في القضاء على نخبة حاكمة فاسدة. 


كما يمكن مشاهدة التغيير في تحسن يوميات المواطن البسيط من ارتفاع الاجور و المنح و دفع "اجرة" شهرية لاكثر من 2 مليون بطال و رفع منحة الطلبة و توظيف مئات الالاف في قطاعات متعدده و مساعدة الفلاحين بإعطائهم الاسمدة و البذور مجانا و كل هذا دليل قوي على رفض تبون تغيير الطابع الاجتماعي للدولة، رغم ضغوطات لوبيات نافذة و قوية باسم الليبرالية الاقتصادية و شعارات فارغة كان الهدف منها الاستيلاء على المال العام بطريقة او باخرى. 


التغيير عند تبون اذن هو هدف اساسي و قطاره قد انطلق و لن يتوقف لكن التغيير لن يكون الا في ظل السلم و الأمن الاجتماعيين و في ظل استمرارية الدولة و عدم تعطيل مصالح الشعب.



جيلالي عبد القادر

تاريخ Nov 12, 2023