الحراك الإخباري - تبون..الاحزاب السياسية..و من يحتاج من؟
إعلان
إعلان

تبون..الاحزاب السياسية..و من يحتاج من؟

منذ سنة|رأي من الحراك


لم يعد يختلف اثنان ان شعبية الرئيس عبد المجيد تبون في منحنى تصاعدي عند الاوساط الشعبية، و لو وجدت عندنا مراكز متخصصة في سبر الاراء لتأكد هذا الكلام بكل وضوح، طبعا لا ينكر أحد ان بداياته لم تكن سهلة ابدا بل العكس هو الصحيح.

لم يحظ الرجل بمساندة الاحزاب السياسية ( حزب جبهة التحرير و التجمع الوطني الديموقراطي) في حملته الانتخابية بعد ان اختارا مساندة مترشح اخر، ان معطى عدم مساندة ما اصطلح على تسميته احزاب الموالاة المترشح عبد المجيد تبون واقعة تاريخية لا يمكن القفز فوقها.

كما ان قناعات المترشح عبد المجيد تبون لم تكن تأخذ في الحسبان الاحزاب السياسية التي اصبحت اداة في يد عبد العزيز بوتفليقة و عصابته يستعملها كيفما شاء و متى شاء الى درجة فقدانها عمقها الاجتماعي و ثقلها التاريخي. لهذا فضل تبون التركيز و الارتكاز على جمعيات المجتمع المدني و عنصر الشباب، و لم يعتمد ابدا على الاحزاب السياسية.

و صحيح ايضا ان الافلان نجح الى حد ما في استعادة سيطرته على الخارطة السياسية بعد فوزه في جميع الاستحقاقات الانتخابية في عهد الرئيس عبدالمجيد تبون، و لكن يبقى هذا الفوز نسبيا بالنظر الى المعطيات السياسية و الاجتماعية على ارض الواقع و الهوة الكبيرة بين العمل الحزبي و تطلعات الشباب في التغيير خارج الاطر المألوفة.

و يبدو ان بعض القيادات الحزبية تعمل اليوم على ربط مصيرها بمصير الرئيس عبد المجيد تبون، بمعنى اخر و ادق تبون في حاجة الى الاحزاب السياسية اذا اراد الترشح الى عهدة ثانية، هذا كلام مردود طبعا على اصحابه لان الرئيس يلبس اليوم "برنوسا"وطنيا و دوليا و لا يحتاج الى الاحزاب السياسية التي لم تنجح حتى اللحظة في التأقلم مع عهد تبون و منها حتى من لم تنجح في تنظيم مؤتمرها.

ان الاحزاب التي ساندت بوتفليقة طيلة عشريتين عليها اليوم ان تقنع الشعب الجزائري بجدوى وجودها و بانها تحمل افكارا جديدة و مماراسات جديدة، و لن يحدث هذا بين عشية و ضحاها بل يحتاج الى سنوات من العمل و الصدق.

و محاولات هذه الاحزاب ربط مصيرها بمصير تبون لن تنجح لان الشعب تبنى الرجل الى درجة انه اصبح يطلق عليه "عمي تبون." اما القيادات الحزبية فعليها ان تخرج الى الشعب حتى تتأكد من وزنها و شعبيتها.

احمد العلوي

تاريخ Mar 5, 2023