الحراك الإخباري - جدل بسبب التباين في معدلات القبول بالمدراس العليا للأساتذة..
إعلان
إعلان

جدل بسبب التباين في معدلات القبول بالمدراس العليا للأساتذة..

منذ سنة|الأخبار


أثارت معدلات القبول النهائية في الجامعات و المدارس العليا للأساتذة الكثير من الجدل و الغموض حول سبب التباين الكبير بين معدلات القبول بين مختلف الولايات في نفس الجامعة و نفس التخصص وفي هذا السياق اكد الخبير التربوي مخانق محمد" للحراك الاخباري" ان هذه

السنة معدلات القبول في المدارس العليا للأساتذة شهدت اختلاف كبير من ولاية لأخرى ...على سبيل المثال الإلتحاق بالمدرسة العليا للأساتذة بالقبة تخصص فيزياء استاذ تعليم ثانوي لم يشترط معدلا وطنيا موحدا، بل اختلف من ولاية لأخرى ...بفروق كبيرة جدا الى درجة أن الأمر يبدو غير منطقي مضيفا أنه قد يتفهم المرء أن لا يتم اشتراط أي معدل على تلميذ من عين قزام أو بني عباس للإلتحاق بالمدرسة العليا ببشار أو القبة بحكم العجز الكبير والتهميش هناك هذا ما يمكن أن نسميه التمييز أو التعويض الايجابي ..ولكن أن يكون الفارق بين ولايتيين متجاورتين و متشابهتين في الشمال أزيد من نقطتين..أو بين ولاية جنوبية (شمال الصحراء وليس أقصى الجنوب) وولاية في الشمال نقطتين وأكثر ولصالح ولاية الشمال فهذا أمر يحتاج الى توضيح و تفسير من قبل وزارتي التربية و التعليم العالي.

  


وقال الخبير التربوي "مخانق محمد "أن الأمثلة على هذا التبيان كثيرة و المدرسة العليا للأساتذة بالقبة ابسط نموذج على ذلك ، مثلا معدل القبول النهائي للالتحاق بالتكوين كأستاذ متوسط في مادة الفيزياء وتكنولوجيا للطلبة القادمين من ولاية الشلف هو 16,67 أي أعلى من معدل القبول في الطب، و بالنسبة لطلبة البويرة 16,45 أما البليدة 16.07...وهكذا بينما في ولاية أخرى كبيرة و مجاورة للعاصمة المقاعد البيداغوجية المخصصة لها ما تزال شاغرة ولا يوجد معدل أدنى معلن عنه لحد الآن.


 أما بالنسبة لأستاذ فيزياء ثناوي بنفس المؤسسة(القبة) نجد أن معدل القبول بالنسبة لولاية البويرة 17 و البليدة 16.4 بينما تلمسان 14.09 والعاصمة 14.36 وتيزي وزو 14.49...الخ، و معدل القبول أستاذ الاعلام الآلي بالقبة بالنسبة لطلبة الشلف 16.76 و الجلفة 17 و الوادي 16.08 ..بينما العاصمة وبومرداس وبجاية معدلات القبول أقل من 15 و14.


أما بالنسبة لأستاذ تعليم ثناوي في مادة الرياضيات فالفروق كانت اعمق فمعدل القبول بالنسبة لطلبة عين الدفلى (مثلا) هو 17.16 (أولوية لشعبة رياضيات و هو معدل لقبول بالمدرسة العليا للذكاء الاصطناعي أو الإعلام الآلي) بينما معدل القبول لتلاميذ تيزي وزو هو 15.00 لشعبة رياضيات و15.86 لشعبة العلوم التجريبية .


  وعن التفسير المنطقي و الوحيد لهذا التباين و الاختلافات الكبيرة قال الأستاذ" مخانق " أنه من الواضح أن وزارة التربية قدمت خرائط بعدد المناصب التي تحتاجها كل ولاية حسب التوقعات المستقبلية، وعلى هذا الأساس يبدو أنه تم حجز نسبة من المقاعد البيداغوجية في كل تخصص وكل مدرسة عليا للأساتذة لكل ولاية وأن ترتيب التلاميذ يتم حسب عدد المقاعد الممنوحة لكل ولاية و تحصر المنافسة داخل زمرتهم وهذا ما أدى إلى اختلافات كبيرة في المعدلات الدنيا للقبول لأن المنافسة لم تعد وطنية بل ولائية.

 لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هذا الأمر فيه عدل بين الطلبة، و هل تقدير المناصب الذي تقدمه كل مدرية تربية يؤخذ بعين الاعتبار بشكل عادل بين كل الولايات؟


 "فمن خلال اطلاعي على النتائج التفصيلية التي تحدد معدلات القبول في كل مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي خاصة المدارس العليا للأساتذة لاحظت ان هناك ولايتين أو ثلاثة تحتل المرتبة الأولى من حيث أدنى معدلات القبول في كل التخصصات العلمية والتكنولوجية تقريبا...وبفارق كبير جدا عن باقي الولايات وهذا ما يعني أحد الأمرين، إما أن مديريات التربية لهذه الولايات تقدم تقديرات عالية لعدد المناصب التي تحتاجها...بينما هناك سوء تقدير من قبل الولايات أخرى، أو أن تقديراتها لا تؤخذ بعين الاعتبار أو كتفسير آخر مستبعد أن معدلات التلاميذ في هذه الولايات منخفضة ( عكس نسبة النجاح فيها)، و يبقى احتمال آخر أن تلاميذ هذه الولايات لا يرغبون في الالتحاق بالمدارس العليا للأساتذة..مما يجعل المنافسة ضعيفة بهذه الولايات وهذا الأمر مستبعد أيضا.


 و أضاف المتحدث أن هناك وزارتي التعليم العالي والتربية مطالبة بنشر احصائيات اكثر تفصيلا لخريطة الحاجيات كل مديرية تربية و نسب العجز المسجلة في الأطوار التعليمية الثلاثة...كما أنه لا يعقل عمليا أن يمنح تلميذ حصل على معدل 16 نفس فرصة تلميذ حصل على 14 في ولاية أخرى تقع في الشمال و بمعدل تنمية أكبر ومستوى تعليمي أعلى و بنية تحتية أفضل، فكيف لتلميذ في تلمسان أو العاصمة أو تيزي وزو أن يمنح فرصة تعليمية أفضل من تلميذ في تيسيمسيلت أو الجلفة أو الوادي أو ورقلة.. بحجة أن ولايته بحاجة لعدد معلمين واساتذة أكثر.



هدى بلقاسم

تاريخ Aug 4, 2023