الحراك الإخباري - قراءة هادئة في زيارة ماكرون الى الجزائر
إعلان
إعلان

قراءة هادئة في زيارة ماكرون الى الجزائر

منذ سنة|رأي من الحراك



١- لا شك ان اجتماع القيادة العسكرية و الأمنية برئاسة تبون مع الطرف الفرنسي شكل سابقة تاريخية شكلا و مضمونا..فمن حيث الشكل اولا شاهد المواطن الجزائري بكل شفافية في النشرات الاخبارية قيادته العسكرية و الامنية و تعرف عليهم بالاسم و الرتبة و الوظيفة، مما يعني ان عهد "القيادات الاشباح" قد ولى بغير رجعة و هذا بكل تأكيد نقطة تسجل لصالح تبون الذي وعد بالجديد و وفى بوعده.
اما من حيث المضمون، الاجتماع مهم جدا لان قيادات البلدين و رئيسا البلدين كانا وجها لوجه و تطرقا الى الملفات التي تهم البلدين، لا املاءات و لا ضغط عبر شبكات المصالح المشبوهة و لا اللوبيات..بل ندية كاملة غير منقوصة و هذا ايضا شيء جديد.

٢- عندما سئل صحفي ماكرون على ما اصطلح على تسميته "سجناء الرأي" لم يتردد لحظة و قال "هذا شأن داخلي جزائري لا تتدخل فيه فرنسا"، هذا التصريح بحد ذاته ثورة و يؤكد ان موازين القوى تغيرت جذريا و باتت الجزائر تلعب في حديقة الكبار، فبعد ان كانت الدول الغربية عموما و فرنسا خصوصا تضغط على الجزائر باستعمال ورقة حقوق الانسان و ورقة حرية التعبير للحصول على امتيازات سياسية و اقتصادية، ادركت ان عهد تبون عهد جديد و من مصلحتها عدم الخوض فيما لا يعنيها حتى لا تسمع ما لا يرضيها لان الرجل يعمل وفق معيار المصلحة العليا للبلد و فقط..

٣- لم تسارع بعض الوجوه المحسوبة زورا و بهتانا على الحراك على الرد القوي على تصريح ماكرون بخصوص "سجناء الرأي"، لم تعلق و لم تحلل هذه "القيادات" التي عادة لا تفوت فرصة لاطلاق النار على الجزائر و تبون و الحكومة و كل من لا يشاطرهم الرأي..هل يعني هذا ان انتقاد الجزائر حلال و انتقاد فرنسا حرام؟!

٤- استثمار ماكرون في موسيقى الراي و في اسماء بعينها دي جي سناك، علامة "ديسكو ماغرب"، كمال داود إشارة قوية ان فرنسا تحاول إعادة تشكيل شبكة جديدة بعد ان انكشفت العصابة و الأسماء الثقيلة في العهد القديم و دخول معظمهم السجن بسبب الفساد.

٥- ماكرون يعتقد انه يمكن تقسيم الجزائر الى قسمين: ما فوق 50 سنة لا امل منهم لانهم مازالوا متشبعين بقيم الثورة و نوفمبر و فئة الاقل من 30 سنة التي يمكن التأثير فيها و عليها ثقافيا و فكريا و حملها على نسيان رسالة نوفمبر، لهذا تجده يقول كلاما غريبا مثل "قصة حب"، "النظر الى المستقبل"، "لا نتوقف عند الماضي"، "الشباب"..فهل حقا يعتقد ماكرون و حاشيته ان الشباب الجزائري غير متشبع بقيم نوفمبر؟

٦- معالم الجزائر الجديدة في علاقاتها مع الخارج بدأت تتضح و لمسة تبون باتت واضحة، براغماتية الى ابعد الحدود ما دام ذلك في خدمة الجزائر و صرامة و شدة في الدفاع على المبادئ والقيم الموروثة من إعلام نوفمبر 1954.

احمد العلوي

تاريخ Aug 28, 2022