الحراك الإخباري - لبنان.. المال الفاسد.. وحرب تبون ضد العصابة
إعلان
إعلان

لبنان.. المال الفاسد.. وحرب تبون ضد العصابة

منذ سنتين|رأي من الحراك

ما حذر منه الرئيس عبد المجيد تبون من خطر سيطرة المال على مفاصل الدولة و ضرورة الفصل بين السياسة و المال يحدث امام اعيننا اليوم في ..لبنان 

أفلس لبنان رغم الثراء الفاحش لقيادته..مفارقة عجيبة..فلا يوجد وزير في لبنان الا كان مليارديرا بالدولار ..دولة فقيرة مفلسة و نخبة فاحشة الثراء..و النتيجة سقوط الدولة على المباشر و انهيار تام للمنظومة المصرفية و ملايين اللبنانين على قارعة الطريق ..

الدرس اللبناني يمكن اختصاره في معادلة بسيطة: الدولة لا يسيرها رجل اعمال او رجال الاعمال..بل رجال دولة..

منطق رجل الاعمال هو الربح و الربح فقط و منطق رجل الدولة هو ضمان استمرارية الدولة بضمان التوازنات الكبرى داخل البلد حتى لا تطغى فئة على فئة اخرى..منطقين مختلفين تماما..و سيطرة المال (الفاسد و غير الفاسد) على القرار السياسي و الاقتصادي في لبنان أنتج افلاسا..

هذا ما حذر منه مرارا و تكرارا المترشح عبد المجيد تبون اثناء حملته الانتخابية قبل ان يصبح رئيسا للجمهورية في ديسمبر 2019..

تبون شاهد عيان على "تَغَوُلْ" عصابة المال في الجزائر و سيطرتها على مفاصل الدولة و تحولها الى جماعة تأمر و تنهي بمنطق الربح لا بمنطق خدمة المصلحة العليا..و كانت ابشع صورة لسيطرة هذه الفئة الباغية على مفاصل الدولة عندما تمكنت من إقالة رئيس الحكومة عبد المجيد تبون بعد ثلاثة اشهر فقط من تعيينه في 2017..لانه اعلن الحرب على المال الفاسد..

من هنا جاء تركيز الرجل على فصل المال عن السياسة لان القضية تتعلق ببقاء الدولة او إفلاسها..ان تكون الدولة او ان لا تكون..

في زمن العصابة خرج رجال الاعمال في الجزائر عن دورهم الطبيعي و هو انتاج الثروة و المساهمة في دفع الاقتصاد الوطني الى الازدهار..خرجوا عن النص و اصبحوا هم اصحاب القرار الحقيقيين..و ما زاد في الطين بلة انهم لم يقدموا إضافة تذكر للاقتصاد..بل أصبح البلد في قبضتهم و ازدادوا غنى بعد ان اكلوا الاخضر و اليابس..

تجاوزت الجزائر اليوم مرحلة الخطر و استعادت جزءا من عافيتها و تعمل قيادتها على إعادة قطار الاقتصاد الى السكة..و لكن لا بد من الصبر و لا بد ايضا من بناء جبهة داخلية و لا بد ايضا من مساندة تبون بالكلمة الطيبة..

احمد العلوي

تاريخ Apr 8, 2022