الحراك الإخباري - قوة الكرة
إعلان
إعلان

قوة الكرة

منذ 6 ساعات|رياضة


كنا نسمع قبل سنوات عن سحر الكرة، هذه المستديرة التي أصبحت في الألفية الجديدة تكاد تكون كوكبا يضاهي الكوكب الذي نعيش فيه، لديه نجومه ومشاهيره، ودوله وجماهيره، وبه أيضا شركاته وجماعاته الضاغطة، وفساده وجرائمه أيضا.

سحر الكرة في السنوات المقبلة يجعل من هذه الرياضة الشعبية التي يتابعها الملايين ويعرفون تفاصيلها، قوة لا يستهان بها أبدا، فقد مكنت في وقت وجيز من عودة جنوب إفريقيا من خلال المونديال إلى واجهة الأحداث الدولية، وتحولت قطر البلد الرائد في الطاقة إلى دولة سياحية بامتياز بعد تنظيمها لأول كأس عالمية بطابع عربي.

وهكذا كانت اليابان وكوريا الجنوبية وسيكون الثلاثي الأمريكي (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك) وربما السعودية أيضا في المستقبل القريب.

والمقصود أن كرة القدم أصبحت أداة من أدوات القوة الناعمة، إن لم نقل إنها الأداة الأكثر تأثيرا والأسرع من حيث النجاعة للدول التي تهدف إلى تحقيق قفزة اقتصادية نحو الأمام وتشبيك علاقاتها في مختلف المجالات مع شبكات العلاقات في العالم الأكثر تطورا.

والمطلوب هنا العمل على ثلاثة مستويات من أجل تحقيق هذه الوثبة ولتكون كرة القدم القوة الناعمة التي تعتمدها بلادنا كرافعة للبلاد وواجهة لحقيقتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية أولها تطوير الكرة المحلية والدوري الوطني وإنشاء المدارس الكروية والتحول نحو البنية التحتية المستدامة وهنا لا نقصد الملاعب والمركبات الرياضية والمراكز التقنية فحسب بل حتى الهياكل والفضاءات المرافقة للرياضة.

ويتطلب المستوى الثاني وهو جانب فني وتنظيمي أكثر أن تكون البلد في أي وقت مستعدة لاستضافة أي محفل قاري ودولي بما في ذلك كأس الأمم الأفريقية أو حتى كأس العالم ناهيك عن التظاهرات الاستعراضية والمقابلات الودية ومختلف الاحتفاليات والأحداث المتعلقة بكرة القدم ولدينا في الحقيقة كل الإمكانات لذلك.

النقطة الأضعف ربما تكمن في المستوى الثالث وهو يتطلب لوبي أو جماعة ضاغطة بإمكانها دائما أن تجعل من حظوظ بلادنا وافرة لكن دون فساد كما قامت به دول معروفة لا داعي لذكرها في هذا المقام.

وتتطلب هذه الخطوة الحضور الدائم للكفاءات الجزائرية في مختلف الهيئات الإقليمية والقارية والدولية وتوظيفها بالشكل المطلوب الذي يخدم الكرة الجزائرية والكرة بصفة عامة ناهيك عن المساهمات الأخرى للجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية في مجالات تطوير اللعبة واقتصاداتها ودورها في زيادة الفرجة وتفاعل الجماهير وتحقيق الأهداف الأساسية لرياضة وهي الأخوة الإنسانية واللعب النظيف وتحقيق المتعة في التنافس.

وهنا ربما يمكن أن نتحدث عن قوة الكرة التي نريدها أن تكون واجهة لبلد قوي.إنه مشروع دولة ورؤية مجتمع وليست خارطة إتحاد لكرة القدم. 


لطفي فراج

تاريخ Oct 22, 2024