ربما اكبر انجاز تحقق في عهدة الرئيس عبد المجيد تبون الاولى هو تحييد اصحاب المال و إخراجهم من دائرة القرار السياسي و الاقتصادي، هذا الانجاز المسكوت عنه لاسباب غير واضحة اليوم مكن من اخراج مجموعة الأوليغارشية الجزائرية الفاسدة من دائرة القرار السياسي و الاقتصادي، و كانت قد نجحت هذه المجموعة (علي حداد و الأربعين لصا) إلى حد بعيد من تحوير الدولة عن مسارها الوطني بربط علاقات مشبوهة مع قوى خارجية عملت و لا تزال على ضرب الدولة الوطنية.
و يمكن ان نتصور مصير ملايين المواطنين لو ان هذه المجموعة استطاعت الاستحواذ على القرار و كيف كانت ستحول الجزائر من دولة وطنية الى كيان وظيفي يخدم العولمة تماما كما هو حال بالنسبة لدول عربية في المنطقة و على رأسها المملكة المغربية التي فقدت سيادتها و اصبحت تخدم المصالح الاجنبية بدل خدمة مصالح الشعب المغربي.
رفض عبد المجيد تبون رفع دعم الدولة عن اسعار المواد الغذائية بالإضافة إلى الاستمرار في مجانية التعليم و الصحة و انشاء منحة البطالة و زيادة الأجور رغم وجود تيار قوي خارج و داخل الدولة يضغط من اجل فرض النموذج الليبرالي بحجة الفعالية و النجاعة الاقتصادية.
و يمكن لكل متابع نزيه ان يلاحظ الفرق بين نفوذ اصحاب المال السياسي و الاقتصادي في زمن الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة و بين تراجع نفوذهم إلى درجة الصفر في نهاية عهدة الرئيس عبد المجيد تبون الاولى.
ان قضية المال و دوره في رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية في البلد هو قضية حياة او موت المجتمع لان المنطق المالي التجاري هو منطق ربحي صرف اما منطق الدولة فهو منطق الحفاظ على السلم و الهدوء الاجتماعيين: المنطق الاول يهمه ربح المال بكل الطرق و المنطق الثاني يهدف الى الحفاظ على كرامة المواطن البسيط رغم تكلفتها العالية.
احمد العلوي