الحراك الإخباري - تاريخ "موقع تيغنيف" الأثري بمعسكر يعود إلى أكثر من مليون سنة
إعلان
إعلان

تاريخ "موقع تيغنيف" الأثري بمعسكر يعود إلى أكثر من مليون سنة

منذ اسبوعين|الأخبار


أعلن الباحث الأثري، محمد سحنوني، الذي يشرف حاليا على مشاريع بحثية رائدة في الجزائر من بينها مشروع "موقع وإنسان تيغنيف" بمعسكر، عن نتائج أبحاث أثرية جديدة تقدم لأول مرة خاصة بهذا الموقع والتي من أهمها أن تاريخه يرجع إلى "ما بين، مليون و400 ألف سنة، ومليون سنة"، مؤكدا "أهميتها الكبيرة في إعادة النظر في تاريخ الإنسانية، وخاصة في هذه الفترة القديمة جدا".

وأكد السيد سحنوني، وهو أستاذ مشارك بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ، في مداخلة له بملتقى وطني حول "نتائج الأبحاث الأثرية في الجزائر" (29- 30 أبريل)، أن "النتائج العلمية السابقة حول هذا الموقع كانت تقليدية جدا وغير دقيقة وكانت تؤرخ له بحوالي 700 ألف سنة"، مضيفا أنه "لم يحض بالعناية العلمية المطلوبة رغم أنه موقع هام جدا عالميا وقد وجدت به بقايا بشرية في الخمسينيات من القرن الماضي هي الأقدم في شمال إفريقيا ومن بين الأقدم في العالم".

ولفت المتحدث في هذا الإطار إلى أن "كل الباحثين الذين تناوبوا على هذا الموقع منذ الخمسينيات كان همهم الوحيد العظام الحيوانية، في حين أنه على أرض الواقع يتعدى هذا الجانب"، كما أن اللقى القديمة التي وجدت به "لم يتم تحديد وبشكل صحيح الفترات الزمنية التي تنتمي إليها"، ولهذا -يضيف السيد سحنوني- فقد "أعددنا استراتيجية منذ بداية العمل في 2023 تأخذ بعين الاعتبار تعدد التخصصات مع الجمع بين العمل الميداني والعمل المخبري".

وشدد على أن فريقه البحثي قد أعطى "أهمية كبيرة للتوثيق الأثري للموقع" والذي كان "مهملا في التنقيبات السابقة"، موضحا أن "اللقى الأثرية تقيد بمكانها وبيئتها وتفسر بناء على ذلك (..) فاتضح أن موقع تيغنيف لا يعود لفترة واحدة فقط وإنما هو ثلاث فترات تعميرية بشرية متمثلة في الثقافة الأولدوانية القديمة جدا ثم الثقافة الأشولية ثم ثقافة ثالثة تجرى دراستها حاليا يمكن أن تكون متعلقة بثقافة الانسان المنتصب (هومو إيركتوس)".

وأردف الباحث بالقول أن فريقه العلمي الذي تقوده كفاءات جزائرية قد "قام أولا باستكشافات أثرية (الطبقات الأثرية) وثانيا بدراسة ستراتيغرافية (تسلسل الطبقات الأثرية) ثم ثالثا التأريخ المطلق للموقع"، مشددا على أن "المشكل الكبير في آثار ما قبل التاريخ في الجزائر هو انعدام التأريخ المطلق بطريقة علمية وبالتالي تغيبب أهمية المواقع الأثرية علميا".

وأشار إلى أنه وفريقه العلمي "قد طبقا تقنيات التأريخ المطلق المناسبة بما فيها المغناطيس القديم وطريقتين جديدتين حديثتين جدا (..) فكانت النتائج رائعة"، فإضافة إلى إعادة التأريخ له بشكل صحيح فإن "اللقى الجديدة التي وجدوها به قد أكدت أن إنسان تيغنيف قد ابتكر تكنولوجية عظمية هي من بين الإبتكارات الأقدم للبشر، حيث استعمل عظام وأسنان الحيوانات كأفراس النهر والفيلة لأغراضه اليومية، وهي ابتكارات علمية في ذلك التاريخ القديم جدا ما يؤكد على مهارة ومستوى ذكاء عال جدا مقارنة بإنسان فترته".

ومن النتائج الجديدة التي خرج به فريق البحث أيضا -يضيف السيد سحنوني- بعض الخصائص التي تميز بها إنسان تيغنيف وعلى رأسها "تأقلمه مع بيئته رغم الظروف الصعبة التي كان يعيش فيها من جفاف وغيره"، مشيرا إلى أن كل هذه النتائج العلمية الجديدة "سيتم نشرها ولأول مرة قريبا في مجلة دولية محكمة ذات تأثير كبير".

وثمن المتحدث، الذي يعمل حاليا بين الجزائر وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، هذه النتائج الأثرية "المبهرة" الخاصة بموقع تيغنيف والتي تضاف -كما قال- إلى النتائج التي تم الإعلان عنها في 2018 بمجلة "ساينس" الأمريكية بخصوص موقع "عين بوشريط" بسطيف الذي يشرف عليه أيضا، حيث أكدت تلك النتائج على أن تاريخ موقع "عين بوشريط" يعود إلى 2.4 مليون سنة, وبالتالي فهو ثاني أقدم تواجد بشري في العالم وثاني أقدم موقع أثري في العالم بعد موقع "قونا" في 

أثيوبيا الذي يعود تاريخه إلى 2.6 مليون سنة.

ويسلط الملتقى الوطني "نتائج الأبحاث الأثرية في الجزائر" المنظم في إطار شهر التراث (18 أبريل - 18 مايو) والذي يحمل هذه السنة شعار "التراث الثقافي وإدارة المخاطر في زمن الأزمات والكوارث الطبيعية" الضوء على نتائج أبحاث العلماء والباحثين الجزائريين من مختلف الجامعات ومراكز البحث التي هي تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

التحرير

تاريخ Apr 29, 2024