الحراك الإخباري - هوليود إفريقيا "تغرق"
إعلان
إعلان

هوليود إفريقيا "تغرق"

منذ أسبوع|الأخبار

ساعات من الأمطار، كانت كافية لتكشف هشاشة البنية التحتية في المملكة المغربية، تلك البلاد التي يصفها المغالون، البعيدون عن الواقع بأنها "سويسرا إفريقيا" في إشارة إلى تطور بنيتها التحتية التي أصبحت "زعما" وليس حقيقة تضاهي الدول الأوروبية.

في الخبر الذي تناقلته الصحافة المغربية شهدت أمس الجمعة مدينة "ورزازات" أو ما يسمى ب "هوليود إفريقيا" أمطارا غزيرة بلغت 46 ميليمترا سرعان ما تحولت إلى سيول وفيضانات عارمة أتت على الأخضر واليابس.

وبعد عجز البنية التحتية الهشة على استيعاب هذا الكم من الأمطار، غمرت المياه الشوارع والمنازل ما تسبب في خسائر مادية كبيرة للمواطنين الذين يعانون حتى قبل هذه الكارثة الجديدة.

وظل العائلات التي عاشت الكارثة وحيدة مع أن السلطات المخزنية أعلنت الاستنفار وحاولت التعامل مع مخلفات الأمطار لكن تدخلها المتأخر وغير المتناسق بسبب غياب اليقظة ومخططات النجدة وعدم الاستعداد لعودة العواصف حال دون التمكن من عودة الأمور إلى طبيعتها في وقت قياسي ووجيز.

وكالعادة يخرج المخازنية من طبقة المسؤولين ليخبر المواطنين الذين لم يعيشوا الكارثة بأن المنكوبين قد تمكنوا من العودة إلى مساكنهم وأن المياه قد انحسرت بعد التدخل الفعال والناجع للسلط العمومية.

ولأن الوضع ليس تحت السيطرة تصدر نفس السلط العمومية تعليمات صارمة لاتخاذ التدابير اللازمة (مع أن الوقت قد تأخر) لتفادي تكرار السيناريو خاصة وأن المغرب على موعد مع إعصار جديد اليوم وغدا قد تصل الأمطار المتساقطة خلاله 150 ميليمترا.

ومن ذلك أن الجماعات الإقليمية مطالبة مع العاصفة وليس قبلها بمراقبة المجاري والأزقة لتفادي السيول الجارفة. صدق أولا تصدق.

وإلى جانب ذلك، على المواطنين توخي الحذر والالتزام بإرشادات السلامة الصادرة عن السلطات المختصة وعليهم أيضا أن لا يغامروا بعبور الأودية أو القيادة في المناطق المنخفضة التي قد تتعرض للغمر بالمياه.

وبالعودة إلى "هوليود إفريقيا" أكدت الصحافة المغربية أن السلطات المخزنية ستواصل مراقبة الوضع عن كثب (الكارثة) واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين وحماية الممتلكات العامة والخاصة (كما فعلت سابقا في كارثة الحوز).

وستكون المملكة المغربية في الساعات المقبلة على موعد مع أمطار غزيرة في عدة مناطق بعد جفاف كاد يعصف بما تبقى من قوت العياشة ومائهم الذي كان لا يصل إلى الحنفيات إلا بعد أيام ولفترات محدودة جدا.

لطفي فراج

تاريخ Sep 7, 2024