اما شعار "هنا يموت قاسي" و المقصود بهنا ارض الوطن، فلم يعد ينطبق على جزائر 2024 بعد ان عرفت البلد الاستقرار و السلم الاجتماعيين و التنمية البشرية و الاقتصادية، و لم يعد "قاسي" مضطرا ان يغادر بلده بل اصبح بإمكانه ان يعيش فيها عيشة كريمة بدل ان يقضي عمره خارجها و لا يعود اليها إلا من اجل ان يدفن فيها. 

و هذا فرق كبير جدا بين الامس و اليوم يستوجب تصحيح الشعارات و استبدال هنا يموت قاسي بهنا يعيش قاسي. 

و اطلاق شعار "هنا يعيش قاسي" ليس كلاما في الهواء بل تؤيده الأرقام و الاحصائيات: الجزائر هي البلد رقم واحد في أفريقيا من حيث التنمية البشرية، حسب وكالة الامم المتحدة للتنمية البشرية، الجزائر من البلدان النادرة بدون مديونية خارجية و تملك قرارها السياسي و الاقتصادي و لا يمكن لاحد ان يملي عليها او يفرض عليها شيئا. الجزائر تملك اكبر شركة في افريقيا سوناطراك التي بلغت مداخيلها في 2023 اكثر من 50 مليار دولار توظف معظمها في مجال تنمية البلد و تطويره، الجزائر فيها اكثر من 11 مليون تلميذ و اكثر من 2 مليون طالب جامعي و مئات الآلاف في مراكز التكوين المهني، الجزائر تدعم المواد الغذائية الأساسية و استثمرت ملايير الدولارات في تحلية مياه البحر لتوفير ماء الشرب لمواطنيها. 

الجزائر تهتم بقاسي و لن تتردد في العمل على بناء دولة القانون و المؤسسات من اجل ان يطمئن قاسي و يعيش في بلده و "راسو مرفوع" كما يقول المثل الشعبي.

احمد العلوي